الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ؛ اختلف الناس بتفسير الحين؛ فقال بعضهم: "كل سنة"؛ وقال بعضهم: "كل [ ص: 161 ] ستة أشهر"؛ وقال بعضهم: "غدوة وعشية"؛ وقال بعضهم: "الحين": شهران؛ وجميع من شاهدنا من أهل اللغة يذهب إلى أن الحين اسم كالوقت؛ يصلح لجميع الأزمان كلها؛ طالت أو قصرت؛ فالمعنى في قوله (تعالى): "تؤتي أكلها كل حين"؛ أنها ينتفع بها في كل وقت؛ لا ينقطع نفعها البتة؛ والدليل على أن الحين بمنزلة الوقت قول النابغة - أنشده الأصمعي في صفة الحية والملدوغ -:


                                                                                                                                                                                                                                        تناذرها الراقون من سوء سمها تطلقه حينا وحينا تراجع

                                                                                                                                                                                                                                        فالمعنى أن السم يخف ألمه في وقت؛ ويعود وقتا.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية