الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (103) قوله تعالى : ثم ننجي : قال الزمخشري : " هو معطوف على كلام محذوف يدل عليه " إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم " كأنه قيل : نهلك الأمم ثم ننجي رسلنا ، معطوف على حكاية الأحوال الماضية .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : كذلك في هذه الكاف وجهان ، أظهرهما : أنه في محل نصب تقديره : مثل ذلك الإنجاء الذي نجينا الرسل ومؤمنيهم ننجي من آمن بك يا محمد . والثاني : أنها في محل رفع على خبر ابتداء مضمر ، وقدره ابن عطية وأبو البقاء بقولك : الأمر كذلك .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : حقا فيه أوجه ، أحدها : أن يكون منصوبا بفعل مقدر أي : حق ذلك حقا . والثاني : أن يكون بدلا من المحذوف النائب عنه الكاف تقديره : إنجاء مثل ذلك حقا والثالث : أن يكون " كذلك " و " حقا " منصوبين بـ " ننج " الذي بعدهما . والرابع : أن يكون " كذلك " منصوبا بـ " ننجي " [ ص: 273 ] الأولى ، و " حقا " بـ " ننج " الثانية . وقال الزمخشري : " مثل ذلك الإنجاء ننجي المؤمنين منكم ونهلك المشركين ، و " حقا علينا " اعتراض ، يعني حق ذلك علينا حقا " .

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ الكسائي وحفص " ننجي المؤمنين " مخففا من أنجى يقال : أنجى ونجى كأبدل وبدل ، وجمهور القراء لم ينقلوا الخلاف إلا في هذا دون قوله : فاليوم ننجيك ببدنك ودون قوله : ثم ننجي رسلنا . وقد نقل أبو علي الأهوازي الخلاف فيهما أيضا ، ورسم في المصاحف " ننج " بجيم دون ياء .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية