الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه [105]

                                                                                                                                                                                                                                        قراءة أهل المدينة وأبي عمرو والكسائي بإثبات الياء في الإدراج وحذفها في [ ص: 302 ] الوقف وحكي أن أبيا وابن مسعود رضي الله عنهما قرآ ( يوم يأتي ) بإثبات الياء في الوقف والوصل ، وقرأ الأعمش وحمزة ( يوم يأت ) بغير ياء في الوقف والوصل ، قال أبو جعفر : الوجه في هذا أن لا يوقف عليه وأن يوصل بالياء لأن جماعة من النحويين قالوا لا وجه لحذف الياء ولا يجزم الشيء بغير جازم فأما الوقف بغير ياء ففيه قول الكسائي قال لأن الفعل السالم يوقف عليه كالمجزوم فحذف الياء كما يحذف الضمة على أن أبا عبيد قد احتج بحذف الياء في الوقف والوصل بحجتين إحداهما أنه زعم أنه رآه في الأمام الذي يقال له مصحف عثمان رضي الله عنه بغير ياء والحجة الأخرى أنه حكى أنها لغة هذيل يقولون ما أدر ، قال أبو جعفر : أما حجته بمصحف عثمان رضي الله عنه فشيء يرده عليه أكثر العلماء قال مالك بن أنس رحمه الله سألت عن مصحف عثمان رضي الله عنه فقيل لي قد ذهب وأما الحجة بقولهم ما أدر فلا حجة فيه لأن هذا الحرف قد حكاه النحويون القدماء وذكروا علته وأنه لا يقاس عليه والعلة فيه عند سيبويه وإن كان سيبويه حكى لا أدر كثرة الاستعمال ومعنى كثرة الاستعمال أنه نفي لكل ما جهل وأنشد الفراء في حذف الياء :


                                                                                                                                                                                                                                        كفاك كف ما تليق درهما جودا وأخرى تعط بالسيف الدما



                                                                                                                                                                                                                                        ( لا تكلم نفس ) والأصل تتكلم حذفت إحدى التاءين تخفيفا .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية