الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ثم دخلت سنة اثنتين وستين ومائة

فمن الحوادث فيها:

مقتل عبد السلام الخارجي بقنسرين ، وكان قد خرج بالجزيرة وكثر بها أتباعه ، واشتدت شوكته ، فلقيه من قواد المهدي عدة فهزمهم ، إلى أن بعث المهدي إليه جنودا كثيرة ، فهرب منهم إلى قنسرين فلحقوه فقتلوه بها .

وفيها: وضع المهدي دواوين الأزمة ، وولى عليها عمر بن بزيع مولاه ، فولى عمر [ابن بزيع] النعمان بن عثمان زمام خراج العراق .

وفيها: أمر المهدي أن يجري على المجذمين وأهل السجون في جميع الآفاق .

وفيها: خرجت الروم إلى الحدث فهدموا سورها .

وفيها: غزا الحسن بن قحطبة الصائفة في ثمانين ألف مرتزق سوى المطوعة ، فأكثر التخريب والتحريق في بلاد الروم من غير أن يلقى جمعا أو يفتح حصنا ، ثم قفل [ ص: 257 ] بالناس سالمين ، وكان على قضاء عسكره وما تجمع من الفيء جعفر بن عمر بن عامر السلمي .

وفيها: غزا يزيد بن أبي أسيد السلمي [باب] قاليقلا فغنم ، وافتتح ثلاثة حصون وأصابوا شيئا كثيرا وأسرى .

وفيها: عزل علي بن سليمان عن اليمن ، وولي مكانه عبد الله بن سليمان ، وعزل سلمة بن رجاء عن مصر ووليها عيسى بن لقمان في المحرم ، ثم عزل في جمادى الآخرة ووليها واضح مولى المهدي ، ثم عزل في ذي القعدة ووليها يحيى الحرشي .

وفيها: ظهرت المحمرة بجرجان ، وعليهم رجل يقال له: عبد القهار ، فغلب على جرجان وقتل خلقا كثيرا ، فغزاه عمر بن العلاء من طبرستان ، فقتل عبد القهار وأصحابه .

وفيها: حبس المهدي موسى بن جعفر: فرأى في المنام علي بن أبي طالب وهو يقول له: فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم فأرسل إليه فأطلقه .

وفيها: حج بالناس إبراهيم بن جعفر بن المنصور ، وكان العباس بن محمد استأذن المهدي في الحج بعد ذلك ، فعاتبه أن لا يكون استأذنه قبل أن يولي الموسم أحدا فيوليه إياه ، فقال: يا أمير المؤمنين ، عمدا أخرت [ذلك] لأني لم أرد الولاية .

وكانت عمال الأمصار في هذه السنة عمالها في السنة التي قبلها ، غير أن الجزيرة كانت في هذه السنة إلى عبد الصمد بن علي وطبرستان والرويان إلى سعيد [بن] دعلج [ ص: 258 ] وجرجان إلى المهلهل بن صفوان . ومصر في آخر السنة إلى يحيى الحرشي كما تقدم .

التالي السابق


الخدمات العلمية