الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 276 ] آ . (107) قوله تعالى : وإن يمسسك : قد تقدم ما في ذلك من صناعة البديع في سورة الأنعام . وقال هنا في جواب الشرط الأول بنفي عام وإيجاب ، وفي جواب الثاني بنفي عام دون إيجاب ، لأن ما أراده لا يرده راد ، لا هو ولا غيره ؛ لأن إرادته قديمة لا تتغير ، فلذلك لم يجئ التركيب فلا راد له إلا هو ، هذه عبارة الشيخ ، وفيها نظر ، وكأنه يقول بخلاف الكشف فإنه هو الفاعل لذلك وحده دون غيره بخلاف إرادته تعالى ، فإنها لا يتصور فيها الوقوع على خلافها ، وهي مسألة خلافية بين أهل السنة والاعتزال . قال الزمخشري : " فإن قلت : لم ذكر المس في أحدهما والإرادة في الثاني ؟ قلت : كأنه أراد أن يذكر الأمرين جميعا : الإرادة والإصابة في كل واحد من الضر والخير ، وأنه لا راد لما يريده منهما ، ولا مزيل لما يصيب به منهما ، فأوجز الكلام بأن ذكر المس وهو الإصابة في أحدهما والإرادة في الآخر ليدل بما ذكر على ما ترك ، على أنه قد ذكر الإصابة في الخير في قوله : يصيب به من يشاء .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية