الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1885 حديث عاشر للعلاء بن عبد الرحمن .

أسنده عنه جماعة وهو في الموطإ من قول العلاء ، وكان مالك يشك في رفعه ، ومثله لا يكون رأيا ، وهو محفوظ مسند .

مالك ، عن العلاء بن عبد الرحمن أنه سمعه يقول : ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا ، وما تواضع عبد لله إلا رفعه الله .

قال مالك : لا أدري أيرفع هذا الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم أم لا .

[ ص: 2 ]

التالي السابق


هكذا روى هذا الحديث جماعة الرواة ، عن مالك ، منهم ابن وهب ، وابن القاسم ، والقعنبي ، ومعن بن عيسى ، وغيرهم ، وهو حديث محفوظ للعلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، رواه عنه جماعة هكذا ، ومثله لا يقال من جهة الرأي ، فلذلك كله ذكرناه ، وبالله التوفيق .

[ ص: 270 ] حدثنا يونس بن عبد الله قال : حدثنا محمد بن معاوية قال : حدثنا جعفر بن محمد قال : حدثنا أبو كريب قال : حدثنا خالد بن مخلد قال : حدثنا محمد بن جعفر بن أبي كثير ، عن العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ما زاد عبد بعفو إلا عزا ، ولا تواضع عبد لله إلا رفعه الله ، وما نقصت صدقة من مال . حدثنا خلف بن القاسم قال : حدثنا علي بن جعفر بن محمد البغدادي قال : حدثنا يوسف بن يعقوب القاضي ، حدثنا أبو الربيع ، وحدثنا أحمد بن فتح قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن زكرياء النيسابوري قال : حدثنا محمد بن جعفر بن محمد ، عن عاصم بن علي قالا : حدثنا إسماعيل بن جعفر قال : أخبرني العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ما نقصت صدقة من مال ، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا ، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله .

وحدثنا إبراهيم بن شاكر قال : حدثنا محمد بن أحمد قال : حدثنا محمد بن أيوب قال : حدثنا أحمد بن عمرو البزار قال : حدثنا محمد بن عامر قال : حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع قال : حدثنا حفص بن ميسرة ، عن العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ما نقصت صدقة من مال . فذكره .

وحدثنا أبو محمد إسماعيل بن عبد الرحمن بن علي قال : حدثنا أبو الحسين محمد بن العباس بن يحيى الحلبي قال : حدثنا علي بن عبد الحميد بن سليمان أبو الحسن الغضائري سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة قال : حدثنا منصور بن أبي مزاحم قال : حدثنا إسماعيل بن جعفر ، عن العلاء ، عن أبيه ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله .

[ ص: 271 ] أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن بن يحيى قال : حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عمرو القاضي المالكي قال : حدثنا إبراهيم بن حماد بن إسحاق قال : حدثنا القاضي عمي إسماعيل بن إسحاق قال : قال : حدثنا عبد العزيز بن محمد ، عن العلاء ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله رجلا بعفو إلا عزا ، وما تواضع لله أحد إلا رفعه الله .

حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال : حدثنا قاسم بن أصبغ قال : حدثنا محمد بن عبد السلام قال : حدثنا محمد بن بشار قال : حدثنا محمد بن جعفر قال : حدثنا شعبة ، عن العلاء ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما نقصت صدقة من مال قط ولا عفا رجل عن مظلمة إلا زاده الله عزا ، ولا تواضع رجل إلا رفعه الله " .

وبالله التوفيق .



[ ص: 2 ] وهو عطاء بن أبي مسلم ، قيل : عطاء بن عبد الله ، وقيل عطاء بن ميسرة - مولى المهلب بن أبي صفرة - وقيل مولى لهذيل ، والأول أكثر وأشهر : أنه مولى المهلب بن أبي صفرة ، أصله من مدينة بلخ من خراسان ، وسكن الشام ، وهو يعد في الشاميين ، وكان فاضلا عالما بالقرآن عاملا ، روى عنه جماعة من الأئمة ، منهم : مالك ، ومعمر ، والأوزاعي ، وسعيد بن عبد العزيز ، وغيرهم .

ولد سنة خمسين من التاريخ ، وتوفي سنة خمس وثلاثين ومائة ، ذكر ذلك ضمرة وغيره ، عن عثمان بن عطاء ، وذكر البخاري ، عن عبد الله بن عثمان بن عطاء ، أنه سأله ، فقال : نحن من أهل بلخ ، قال : وعطاء مولى المهلب بن أبي صفرة ، ذكر ذلك في التاريخ الكبير ، وأدخله البخاري في كتاب الضعفاء له ، وذكر حكاية أيوب عن القاسم بن عاصم ، قال : قلت لسعيد بن المسيب : إن عطاء الخراساني حدث عنك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر الذي واقع امرأته في رمضان بعتق رقبة ، أو بكفارة الظهار ، فقال سعيد : كذب ، ما حدثته ، إنما بلغني أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له تصدق تصدق .

[ ص: 3 ] فأدخله البخاري في كتاب الضعفاء له ; من أجل هذه الحكاية ، وليس القاسم بن عاصم ممن يجرح بقوله ولا بروايته ، مثل عطاء الخراساني ، وعطاء الخراساني أحد العلماء الفضلاء ، وربما كان في حفظه شيء ، وله أخبار طيبة عجيبة في فضائله - ليس هذا موضع ذكرها - منها : ما أخبرنا عبد الوارث بن سفيان ، قال : حدثنا قاسم بن أصبغ ، قال : حدثنا أحمد بن زهير ، قال : حدثنا هارون بن معروف ، قال : حدثنا ضمرة عن ( إبراهيم بن أبي عبلة ، قال : كان عطاء الخراساني يتكلم إذا صلى بكلمات ، فغاب يوما ، فتكلم المؤذن ، فقال رجاء بن حيوة : اسكت ، إنا نكره أن نسمع الخبر إلا من أهله .

وحدثنا أحمد بن محمد ، قال : حدثنا أحمد بن الفضل ، قال : حدثنا محمد بن جرير ، قال : حدثنا علي بن سهل الرملي ، قال : حدثنا ضمرة ، عن إبراهيم بن أبي عبلة ، قال : كنا نجلس إلى عطاء الخراساني ، فكان يدعو بدعوات ، فغاب ، فتكلم رجل من المؤذنين ، قال : فأنكر رجاء بن حيوة صوته ، فقال : من هذا ؟ فقال : أنا يا أبا المقدام ، فقال : اسكت ، فإنا نكره أن نسمع الخبر إلا من أهله .

وقال يحيى بن معين : روى مالك عن عطاء الخراساني ، ، وعطاء ثقة ، قد رأى ابن عمر وسمع منه ، لمالك عنه من مرفوعات الموطأ ثلاثة أحاديث ، أحدها مسند ، والاثنان مرسلان .




الخدمات العلمية