الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              [ ص: 545 ] الآية التاسعة والعشرون قوله تعالى { يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله فإن يتوبوا يك خيرا لهم وإن يتولوا يعذبهم الله عذابا أليما في الدنيا والآخرة وما لهم في الأرض من ولي ولا نصير } .

                                                                                                                                                                                                              فيها ثلاث مسائل :

                                                                                                                                                                                                              المسألة الأولى : قوله تعالى { ولقد قالوا كلمة الكفر } : فيه ثلاثة أقوال :

                                                                                                                                                                                                              أحدها : أنه قول الجلاس بن سويد : إن كان ما جاء به محمد حقا فلنحن شر من الحمر .

                                                                                                                                                                                                              ثم إنه حلف ما قال ; قاله عروة ومجاهد وابن إسحاق .

                                                                                                                                                                                                              الثاني : أنه عبد الله بن أبي ابن سلول حين قال : { لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل } ; قاله قتادة .

                                                                                                                                                                                                              الثالث : أنه جماعة المنافقين قالوا ذلك ; قاله الحسن .

                                                                                                                                                                                                              وهو الصحيح ; لعموم القول ، ووجود المعنى فيه وفيهم ، وجملة ذلك اعتقادهم وقولهم إنه ليس بنبي .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية