الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ثم عطف على ذلك قوله: ولا على الذين إذا وأكد المعنى بقوله: ما أتوك أي: ولم يأتوا بغير قصدك راغبين في الجهاد معك لتحملهم وهم لا يجدون محملا قلت أي: أتوك قائلا أو حال قولك، "وقد" مضمرة كما قالوا في حصرت صدورهم لا أجد ما أي: شيئا أحملكم عليه [ ص: 574 ] وأجاب: إذا بقوله: ويجوز أن يكون استئنافا و "قلت" هو الجواب تولوا أي: عن سماع هذا القول منك وأعينهم تفيض أي: تمتلئ فتسيل، وإسناد الفيض إليها أبلغ من حيث إنها جعلت كلها دمعا، ثم بين الفائض بقوله: من الدمع أي: دمعا. والأصل: يفيض دمعها، ثم علل فيضها بقوله: حزنا ثم علل حزنهم بقوله: ألا يجدوا أي: لعدم وجدانهم ما ينفقون فحزنهم في الحقيقة على فوات مرافقتك والكون في حزبك، وهذه قصة البكائين صرح بها وإن كانوا داخلين فيالذين لا يجدون إظهارا لشرفهم وتقريرا لأن الناصح - وإن اجتهد - لا غنى له عن العفو حيث بين أنهم - مع اجتهادهم في تحصيل الأسباب وتحسرهم عند فواتها بما أفاض أعينهم - ممن لا سبيل عليه أو ممن لا حرج عليه المغفور له.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية