الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          فصل وإن تهود نصراني لم يقر أو تنصر يهودي لم يقر لأنه انتقل إلى دين باطل قد أقر ببطلانه فلم يقر عليه كالمرتد . ولا يقبل منه إلا الإسلام أو الدين الذي كان عليه ; لأنه أقر عليه أولا فيقر عليه ثانيا وإذا أبى ما كان عليه ) من الدين ( أو ) أبى ( الإسلام هدد وحبس وضرب ) حتى يسلم أو يرجع إلى دينه الذي كان عليه ولا يقتل ، لأنه لم يخرج عن دين أهل الكتاب ; ولأنه مختلف فيه ، فلا يقتل للشبهة ( وإن انتقلا ) أي اليهودي والنصراني إلى غير دين أهل الكتاب لم يقرا .

                                                                          ( أو ) انتقل ( مجوسي إلى غير دين أهل الكتاب لم يقر ) لأنه أدنى من دينه . أشبه المسلم إذا ارتد ( ولم يقبل منه إلا الإسلام ) نصا لأن غير الإسلام أديان باطلة قد أقر ببطلانها [ ص: 670 ] فلم يقر عليها كالمرتد ( فإن أباه ) أي الإسلام ( قتل بعد استتابته ) ثلاثة أيام كالمرتد ( وإن انتقل غير كتابي ) ولو مجوسيا ( إلى دين أهل الكتاب ) بأن تهود أو تنصر أقر ، لأنه انتقل إلى دين يقر عليه أهله وأعلى من دينه الذي كان عليه فأقر ، كما لو كان ذلك أصل دينه ( أو تمجس وثني ) أي أحد عباد الأوثان ( أقر ) على المجوسية لما تقدم ( وإن تزندق ذمي ) بأن لم يتخذ دينا معينا ( لم يقتل ) لأجل الجزية نصا ( وإن كذب نصراني بموسى خرج من دينه ) أي النصرانية لتكذيبه لنبيه عيسى في قوله : { ومصدقا لما بين يدي من التوراة } ( ولم يقر ) على غير الإسلام فإن أباه قتل بعد أن يستتاب ثلاثا و ( لا ) يخرج ( يهودي ) من دين اليهودية إن كذب ( بعيسى ) لأنه ليس فيه تكذيب لنبيه موسى عليهما الصلاة والسلام

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية