الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            [ ص: 84 ] فصل : ويستحب أن يتمضمض ويستنشق بيمناه ، ثم يستنثر بيسراه ; لما روي عن عثمان ، رضي الله عنه أنه { توضأ ، فدعا بماء فغسل يديه ثلاثا ، ثم غرف بيمينه ، ثم رفعها إلى فيه ، فمضمض واستنشق بكف واحدة ، واستنثر بيسراه ، وفعل ذلك ثلاثا - ثم ذكر سائر الوضوء - ثم قال : إن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ لنا كما توضأت لكم ، فمن كان سائلا عن وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا وضوءه . } رواه سعيد بن منصور ، بإسناده . وعن علي ، رضي الله عنه { أنه أدخل يده اليمنى في الإناء ، فملأ كفه فتمضمض ، واستنشق ، ونثر بيده اليسرى ، ففعل ذلك ثلاثا ، ثم قال : هذا وضوء نبي الله صلى الله عليه وسلم . } رواه أبو بكر في الشافي ، والنسائي .

                                                                                                                                            ويستحب أن يتمضمض ويستنشق من كف واحدة يجمع بينهما ، قال الأثرم : سمعت أبا عبد الله يسأل : أيما أعجب إليك ; المضمضة والاستنشاق بغرفة واحدة ، أو كل واحدة منها على حدة ؟ قال : بغرفة واحدة . وذلك لما ذكرنا من حديث عثمان وعلي ، رضي الله عنهما وفي حديث عبد الله بن زيد ، { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أدخل يديه في التور فتمضمض واستنثر ثلاث مرات ، يمضمض ويستنثر من غرفة واحدة . } رواه سعيد . وفي لفظ : { تمضمض واستنثر ثلاثا ثلاثا من غرفة واحدة . } رواه البخاري . وفي لفظ : { فتمضمض واستنشق من كف واحدة ، فعل ذلك ثلاثا . } متفق عليه . وفي لفظ ، { أنه مضمض واستنشق واستنثر ثلاثا بثلاث غرفات . } متفق عليه . وفي لفظ : { فمضمض ثلاثا واستنشق ثلاثا من كف واحدة . } رواه الأثرم ، وابن ماجه .

                                                                                                                                            فإن شاء المتوضئ تمضمض واستنشق من ثلاث غرفات ، وإن شاء فعل ذلك ثلاثا بغرفة واحدة ; لما ذكرنا من الأحاديث . وإن أفرد المضمضة بثلاث غرفات ، والاستنشاق بثلاث ، جاز ; لأنه قد روي في حديث طلحة بن مصرف ، عن أبيه ، عن جده ، عن النبي صلى الله عليه وسلم { أنه فصل بين المضمضة والاستنشاق . } رواه أبو داود ; ولأن الكيفية في الغسل غير واجبة .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية