الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                          صفحة جزء
                                          قوله: وإذ جعلنا البيت آية 125.

                                          [1189 ] ذكر لي عن علي بن الحسن بن شقيق عن الحسين بن واقد عن زيد بن أسلم في قوله: وإذ جعلنا البيت قال: وهي الكعبة.

                                          [ ص: 225 ] [1190] حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن المنذر ثنا زيد بن حباب عن حسين بن واقد الخراساني قاضي مرو قال: حدثني أبو الزبير عن مجاهد عن ابن عباس قال: كان البيت من ياقوتة حمراء. قال: ويقولون: زمردة خضراء .

                                          قوله: مثابة للناس

                                          اختلف في تفسيره على وجهين: فأحدهما:

                                          [1191 ] حدثنا أبي ثنا عبد الله بن رجاء أنبأ إسرائيل عن مسلم عن مجاهد عن ابن عباس في قوله: وإذ جعلنا البيت مثابة للناس قال: يثوبون إليه ثم يرجعون. وروي عن أبي العالية ، وسعيد بن جبير في إحدى روايته وعطاء ومجاهد ، والحسن ، وعطية، والربيع بن أنس والسدي ، والضحاك نحو ذلك.

                                          والوجه الثاني:

                                          [1192 ] حدثنا أبو زرعة ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير حدثني ابن لهيعة حدثني عطاء بن دينار عن سعيد بن جبير في قول الله: مثابة للناس يقول: مجمعا للناس. وروي عن عكرمة وعطاء الخراساني وقتادة نحو ذلك.

                                          قوله: وأمنا

                                          [1193 ] حدثنا أبو زرعة ثنا منجاب بن الحارث أنبأ بشر بن عمارة عن أبي روق عن الضحاك عن ابن عباس في قوله: وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا قال: أمنا للناس.

                                          [1194 ] حدثنا عصام بن رواد ثنا آدم عن أبي جعفر عن الربيع عن أبي العالية : وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا يقول: أمنا من العدو وأن يحمل فيه السلاح، وقد كانوا في الجاهلية يتخطف الناس من حولهم، وهم آمنون لا يسبون. وروي عن مجاهد وعطاء والسدي وقتادة والربيع بن أنس قالوا: من دخله كان آمنا.

                                          [1195 ] حدثنا أبي ثنا ابن نفيل الحراني ثنا أبو معاوية عن مالك بن مغول عن عطية في قوله: وأمنا قال: لا يؤخذ فيه صاحب حد حتى يخرج.

                                          [ ص: 226 ] قوله: واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى

                                          [1196 ] حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح ثنا عبد الوهاب بن عطاء عن ابن جريج عن جعفر بن محمد عن أبيه سمع جابرا يحدث عن حجة النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: لما طاف النبي -صلى الله عليه وسلم قال له عمر : هذا مقام أبينا إبراهيم؟ قال: نعم. قال: أفلا تتخذه مصلى؟ فأنزل الله تعالى: واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى

                                          قوله: مقام إبراهيم

                                          [1197 ] حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح ثنا حجاج عن ابن جريج قال: سألت عطاء عن: واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى فقال: سمعت ابن عباس قال: أما مقام إبراهيم الذي ذكر ههنا فمقام إبراهيم هذا الذي في المسجد، قال: ومقام إبراهيم بعد كثير مقام إبراهيم الحج كله. ثم فسر عطاء فقال: التعريف وصلاتان بعرفة والمشعر ومنى، ورمي الجمار والطواف بين الصفا والمروة فقلت: فسره ابن عباس ؟ قال: لا ولكن قال: مقام إبراهيم الحج كله قلت: أسمعت ذلك لهذا أجمع؟ قال: نعم سمعت منه.

                                          الوجه الثاني:

                                          [1198 ] حدثنا عمر بن شبة النميري ثنا أبو خلف -يعني عبد الله بن عيسى- ثنا داود بن أبي هند عن مجاهد عن ابن عباس : واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى قال: مقام إبراهيم الحرم كله. وروي عن مجاهد وعطاء مثل ذلك.

                                          الوجه الثالث:

                                          [1199 ] حدثنا أبي ثنا قبيصة ثنا سفيان عن عبد الله بن مسلم عن سعيد بن جبير : واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى قال: الحجر مقام إبراهيم لينه الله، قد جعله رحمة، فكان يقوم عليه ويناوله إسماعيل الحجارة، ولو غسل رأسه كما يقولون لاختلف رجلاه.

                                          [1200 ] حدثنا أبي ثنا ابن أبي عمر العدني قال: قال سفيان : كان المقام في سقع البيت على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- فحوله عمر إلى مكانه بعد النبي- [ ص: 227 ] صلى الله عليه وسلم-: وبعد قوله: واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى قال: ذهب السيل به بعد تحويل عمر إياه من موضعه هذا، فرد عمر إليه. وقال سفيان : لا أدري كم بينه وبين الكعبة قبل تحويله قال سفيان : لا أدري أكان لاصقا بها أم لا؟ .

                                          قوله: مصلى

                                          [1201 ] حدثنا سهل بن بحر العسكري بالري ثنا جعفر بن حميد أنبأ ابن المبارك عن زكريا بن إسحاق عن ابن أبي نجيح عن مجاهد : واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى قال: مدعا.

                                          الوجه الثاني:

                                          [1202 ] حدثنا أبو زرعة ثنا عمرو بن حماد بن طلحة ثنا أسباط عن السدي : واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى فهو الصلاة عند مقامه في الحج.

                                          قوله: وعهدنا إلى إبراهيم آية 125.

                                          [1203 ] حدثنا الحسن بن أحمد ثنا إبراهيم بن عبد الله بن بشار حدثني سرور بن المغيرة عن عباد بن منصور عن الحسن قوله: وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل قال: أمرهما الله أن يطهراه من الأذى والنجس، ولا يصيبه من ذلك شيء.

                                          قوله: أن طهرا بيتي

                                          [1204 ] حدثنا أبو زرعة ثنا عمرو بن حماد بن طلحة ثنا أسباط عن السدي : طهرا بيتي ابنيا بيتي.

                                          الوجه الثاني:

                                          [1205 ] حدثنا أحمد بن عصام الأنصاري ثنا أبو عاصم النبيل ثنا عبد الله بن هرمز عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله: طهرا بيتي للطائفين والعاكفين قال: من الأوثان.

                                          [1206 ] حدثنا أبو سعيد الأشج ثنا ابن نمير عن عبد الله بن مسلم بن هرمز عن مجاهد وسعيد بن جبير : طهرا بيتي للطائفين أن ذلك من الأوثان والريب، وقول الزور والرجس.

                                          [ ص: 228 ] حدثنا أبي ثنا عمرو بن رافع ثنا عمرو بن أبجر عن عطاء بن السايب عن سعيد بن جبير : طهرا بيتي بلا إله إلا الله من الشرك. وروي عن عبيد بن عمير وأبي العالية وقتادة ومجاهد وعطاء نحوه

                                          قوله: للطائفين

                                          [1208 ] حدثنا أبو سعيد الأشج وعمرو الأودي قالا: ثنا وكيع عن أبي بكر الهذلي عن عطاء عن ابن عباس قال: إذا كان قائما فهو من الطائفين.

                                          الوجه الثاني:

                                          [1209 ] حدثنا أبي ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا أبو بكر الهذلي عن عطاء في قوله: طهرا بيتي للطائفين قال: من طاف به فهو من الطائفين. وروي عن مقاتل بن حيان نحو ذلك.

                                          الوجه الثالث:

                                          [1210] حدثنا علي بن الحسين ثنا يحيى بن خلف ثنا عبد الأعلى عن سعيد عن قتادة : " والطائفين " قال: الطائفون من يعتنقه.

                                          الوجه الرابع:

                                          [1211 ] حدثني أبي ثنا علي بن إسحاق السمرقندي أنبأ أبو بكر -يعني ابن عياش عن أبي حصين عن سعيد بن جبير في قوله:" الطائفين " قال: من أتاه من غربة.

                                          قوله: والعاكفين

                                          [1212 ] حدثنا أبو سعيد الأشج ثنا وكيع عن أبي بكر الهذلي عن عطاء عن ابن عباس : والعاكفين قال: إذا كان جالسا فهو من العاكفين. وروي عن عطاء مثله.

                                          الوجه الثاني:

                                          [1213 ] حدثنا عصام بن رواد ثنا آدم عن أبي جعفر الرازي قال قتادة : والعاكفين قال: العاكفون هم أهله. وروي عن سعيد بن جبير وقتادة والربيع نحو ذلك.

                                          [ ص: 229 ] الوجه الثالث:

                                          [1214 ] حدثنا علي بن الحسن ثنا مسدد ثنا يحيى بن سعيد القطان عن عبد الملك عن عطاء في قوله: والعاكفين قال: من انتابه من الأمصار، فأقام عنده، وقال: لنا ونحن مجاورون، أنتم من العاكفين .

                                          والوجه الرابع:

                                          [1215 ] حدثنا أبي ثنا موسى بن إسماعيل ثنا حماد بن سلمة ثنا ثابت قال: قلت لعبد الله بن عبيد بن عمير : ما أراني إلا مكلم الأمير أن يمنع الذين ينامون في المسجد الحرام فإنهم يجنبون ويحدثون؟ قال: لا تفعل; فإن ابن عمر سئل عنهم فقال: هم العاكفون.

                                          قوله: والركع السجود

                                          [1216 ] حدثنا أبو سعيد الأشج ثنا وكيع عن أبي بكر الهذلي عن عطاء عن ابن عباس : والركع السجود قال: إذا كان مصليا فهو من الركع السجود. وروي عن عطاء ومقاتل بن حيان وقتادة نحو ذلك.

                                          التالي السابق


                                          الخدمات العلمية