الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : ولله يسجد الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، عن مجاهد في قوله : ( ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال ) قال : ظل المؤمن يسجد طوعا وهو طائع لله ، وظل الكافر يسجد طوعا وهو كاره .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن قتادة : ( ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها ) . قال : أما المؤمن فيسجد طائعا ، وأما الكافر فيسجد كارها ، يسجد ظله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو الشيخ ، عن مجاهد في الآية قال الطائع المؤمن والكاره ظل الكافر

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو الشيخ ، عن الحسن في الآية قال : يسجد من في السماوات طوعا ومن في الأرض طوعا وكرها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، عن ابن زيد في الآية قال : من دخل طائعا هذا ( طوعا ) ، ( وكرها ) : من لم يدخل إلا بالسيف .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن منذر قال : كان ربيع بن خثيم إذا سجد في سجدة الرعد قال : بل طوعا يا ربنا .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 416 ]

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : ( وظلالهم بالغدو والآصال ) يعني حين يفيء ظل أحدهم عن يمينه أو شماله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن ابن زيد في قوله : ( وظلالهم بالغدو والآصال ) قال : ذكر لنا أن ظلال الأشياء كلها تسجد لله وقرأ ( سجدا لله وهم داخرون ) قال : تلك الظلال تسجد لله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن مجاهد في قوله : ( وظلالهم بالغدو والآصال ) قال : ظل الكافر يصلي وهو لا يصلي .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو الشيخ ، عن الضحاك في الآية قال : إذا طلعت الشمس سجد ظل كل شيء نحو المغرب ، فإذا زالت الشمس سجد ظل كل شيء نحو المشرق حتى تغيب .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو الشيخ ، عن الحسن أنه سئل عن قوله : ( وظلالهم ) قال : ألا ترى إلى الكافر فإن ظلاله جسده كله أعضاؤه لله مطيعة غير قلبه .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية