الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4184 باب الألوة والكافور

                                                                                                                              وذكره النووي في الباب المتقدم.

                                                                                                                              حديث الباب

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 10 ج 15 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن نافع، قال: (كان ابن عمر إذا استجمر، استجمر بالألوة غير مطراة، وبكافور يطرحه مع الألوة). ثم قال: (هكذا كان يستجمر رسول الله صلى الله عليه وسلم) ].

                                                                                                                              [ ص: 250 ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              [ ص: 250 ] (الشرح)

                                                                                                                              (عن نافع قال: كان ابن عمر ) رضي الله عنهما: (إذا استجمر) .

                                                                                                                              الاستجمار هنا: استعمال الطيب، والتبخر به. مأخوذ من المجمر وهو البخور.

                                                                                                                              (استجمر بالألوة) .

                                                                                                                              قال الأصمعي ، وأبو عبيد ، وسائر أهل اللغة والغريب: هي العود يتبخر به.

                                                                                                                              قال الأصمعي : أراها فارسية معربة. وهي بضم اللام، وفتح الهمزة وضمها، لغتان مشهورتان.

                                                                                                                              وحكى الأزهري كسر اللام.

                                                                                                                              قال عياض : وحكي عن الكسائي (ألية).

                                                                                                                              قال عياض : قال غيره: وتشدد، وتخفف. وتكسر الهمزة، وتضم.

                                                                                                                              وقيل: لوة ولية.

                                                                                                                              (غير مطراة) أي: غير مخلوطة بغيرها من الطيب.

                                                                                                                              (وبكافور يطرحه مع الألوة. ثم قال: هكذا كان يستجمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم) .

                                                                                                                              [ ص: 251 ] وفي هذا الحديث: استحباب الطيب للرجال، كما هو مستحب للنساء ، لكن يستحب لهم: ما ظهر ريحه وخفي لونه.

                                                                                                                              وأما المرأة، فإذا أرادت الخروج إلى المسجد، أو غيره: كره لها كل طيب له ريح .

                                                                                                                              ويتأكد استحبابه للرجال، يوم الجمعة والعيد، عند حضور مجامع المسلمين. ومجالس الذكر والعلم. وعند إرادة معاشرة زوجته. وقبل الإحرام. ونحو ذلك. والله أعلم.




                                                                                                                              الخدمات العلمية