الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : قل هل يستوي الأعمى والبصير الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج أبو الشيخ ، عن ابن عباس في قوله : ( هل يستوي الأعمى والبصير ) قال : المؤمن والكافر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، عن مجاهد ( قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور ) قال : أما الأعمى والبصير فالكافر والمؤمن . وأما الظلمات والنور فالهدى والضلالة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن مجاهد في قوله : ( أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم ) قال : ( خلقوا كخلقه ) فحملهم ذلك على أن شكوا في الأوثان .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، عن مجاهد في قوله : ( أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه ) قال : ضربت مثلا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو يعلى وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن جريج في قوله تعالى ( أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه ) قال : أخبرني ليث بن أبي سليم عن أبي محمد عن حذيفة بن اليمان عن أبي بكر إما حضر ذلك حذيفة من النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر وإما حدثه إياه أبو بكر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل ، قال أبو [ ص: 418 ] بكر : يا رسول الله وهل الشرك إلا ما عبد من دون الله أو ما دعي مع الله ، قال : ثكلتك أمك ، الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل ألا أخبرك بقول يذهب صغاره وكباره أو قال : صغيره وكبيره قال : بلى ، قال : تقول كل يوم ثلاث مرات ، اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم ، والشرك أن تقول أعطاني الله وفلان والند أن يقول الإنسان : لولا فلان قتلني فلان .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البخاري في «الأدب المفرد» عن معقل بن يسار قال : انطلقت مع أبي بكر الصديق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا أبا بكر للشرك فيكم أخفى من دبيب النمل فقال أبو بكر وهل الشرك إلا من جعل مع الله إلها آخر فقال النبي صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده للشرك فيكم أخفى من دبيب النمل ألا أدلك على شيء إذا قلته ذهب قليله وكثيره قل اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية