الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          فكذبوه فنجيناه ومن معه في الفلك وجعلناهم خلائف وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا فانظر كيف كان عاقبة المنذرين

                                                          ذكر سبحانه نجاة المؤمنين مع نوح - عليه السلام - ابتداء، وذكرت القصة تسرية للنبي - صلى الله عليه وسلم - وذكرى للعالمين وبيان أن العاقبة ستكون له - صلى الله عليه وسلم -، وفي ذلك أمران: الأمر الأول - أنه سبحانه جعل نوحا - عليه السلام - وأتباعه خلائف في الأرض، وخلائف جمع خليفة أي: الذين يعيشون في الأرض خلفاء لأبناء آدم، أي: انحصرت ذرية آدم حال ذلك في نوح عليه السلام والذين آمنوا معه.

                                                          والأمر الثاني - أنه سبحانه أغرق الآخرين، ثم قال سبحانه مبينا العبرة من قصة نوح عليه السلام وقومه فانظر كيف كان عاقبة المنذرين الذين أنذرناهم فلم يفطنوا ولم يعتبروا، ولم يذكر سبحانه جزاء للمؤمنين; لأنه بين منجاتهم، أما الجزاء الأوفى يكون يوم الحساب وهو يوم الدين.

                                                          وقد ذكر سبحانه الإغراق إذ قال تعالى: وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا فعبر بالموصول دليل على أن الصلة هي السبب في الغرق، والصلة كانت التكذيب بآيات الله تعالى التي ساقها لهم نوح - عليه السلام - فلم يؤمنوا وأصروا واستكبروا استكبارا.

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية