الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وراودته التي هو في بيتها عن نفسه [23]

                                                                                                                                                                                                                                        وهي امرأة الملك ( وغلقت الأبواب ) غلق للتكثير ولا يقال غلق الباب وأغلق يقع للكثير والقليل كما قال الفرزدق في أبي عمرو بن العلاء رحمه الله :


                                                                                                                                                                                                                                        ما زلت أفتح أبوابا وأغلقها حتى أتيت أبا عمرو بن عمار



                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 322 ] ( وقالت هيت لك ) فيها سبع قراءات فمن أجل ما قيل فيها وأصحه إسنادا ما رواه الأعمش بن أبي وائل قال سمعت عبد الله بن مسعود رحمه الله يقرأ ( وقالت هيت لك ) قال فقلت إن قوما يقرؤونها ( هيت لك ) قال إنما أقرأ كما علمت ، قال أبو جعفر : وبعضهم يقول عن عبد الله بن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا يبعد ذلك لأن قوله إنما أقرأ كما علمت يدل على أنه مرفوع وهذه القراءة بفتح الهاء والتاء هي الصحيحة من قراءة ابن عباس وسعيد بن جبير والحسن ومجاهد وعكرمة وبها قرأ أبو عمرو وعاصم والأعمش وحمزة والكسائي ، وقرأ ابن أبي إسحاق النحوي ( وقالت هيت لك ) بفتح الهاء وكسر التاء ، وقرأ أبو عبد الرحمن وابن كثير ( وقالت هيت لك ) بفتح الهاء وضم التاء فهذه ثلاث قراءات الهاء فيهن مفتوحة ، وقرأ أبو جعفر وشيبة ونافع ( وقالت هيت لك ) بكسر الهاء وفتح التاء ، وقرأ يحيى بن وثاب ( وقالت هيت لك ) بكسر الهاء وبعدها ياء ساكنة والتاء مضمومة ، وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وابن عباس ومجاهد وعكرمة ( وقالت هئت لك ) بكسر الهاء وبعدها همزة ساكنة والتاء مضمومة وعن ابن عامر وأهل الشام ( وقالت هئت لك ) بكسر الهاء وبالهمزة وفتح التاء ، قال أبو جعفر : هيت لك بفتح التاء لالتقاء الساكنين لأنه صوت يجب أن لا يعرب والفتح خفيف فهذا كقولك كيف وأين ومن كسر التاء فإنما كسرها لأن الأصل الكسر ومن ضم فلالتقاء الساكنين أيضا وشبهه بقولهم جوت في زجر الجمل يقال بالضم والفتح والكسر وجاه بمعناه إلا أنه لا يقال إلا مكسورا وكذا عاج زجر الأنثى وقراءة أهل المدينة فيها قولان أحدهما [ ص: 323 ] أن يكون الفتح لالتقاء الساكنين كما مر والآخر أن يكون من هاء يهيء مثل جاء يجيء فيكون المعنى في ( هيت ) أي حسنت هيئتك وخفف الهمزة ويكون لك من كلام آخر كما تقول لك أعني وأما لك في هيت لك فهي تبين كما يقال سقيا لك ، وقال عكرمة هيت أي هلم أي إلى ما دعوتك له وهيت لك بغير همز وبالهمز من هاء يهيء ( قال معاذ الله ) مصدر يقال عاذ معاذا ومعاذة وعياذا ( إنه ربي ) في موضع نصب على البدل من الهاء وقد يكون رفعا على الخبر ( إنه لا يفلح الظالمون ) الهاء كناية عن الحديث والجملة خبر .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية