الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل -: سيقول السفهاء من الناس ؛ فيه قولان؛ قيل: يعني به كفار أهل مكة ؛ وقيل: يعني به اليهود.

                                                                                                                                                                                                                                        و " السفهاء " ؛ واحدهم " سفيه " ؛ مثل " شهيد " ؛ و " شهداء " ؛ و " عليم " ؛ و " علماء " . وقوله - عز وجل -: ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها ؛ معنى " ما ولاهم " : ما عدلهم عنها؟ يعني قبلة بيت المقدس؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان أمر بالصلاة إلى بيت المقدس؛ لأن مكة؛ وبيت الله الحرام كانت العرب آلفة لحجه؛ فأحب الله - عز وجل - أن يمتحن القوم بغير ما ألفوه؛ ليظهر من يتبع الرسول - صلى الله عليه وسلم -؛ ممن لا يتبعه؛ كما قال الله - عز وجل -: وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه ؛ فامتحن الله ببيت المقدس؛ فيما روي لهذه العلة؛ والله أعلم. وقوله - عز وجل -: قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ؛ معناه: حيث أمر الله أن يصلى ويتعبد؛ فهو له؛ وعالم به؛ وهو فيه كما [ ص: 219 ] قال: وهو الله في السماوات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ؛ وكما قال: وهو معكم أين ما كنتم ؛ وكما قال: ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم وقوله - عز وجل -: إلى صراط مستقيم ؛ معناه: " طريق مستقيم " ؛ كما يحب الله.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية