الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنع من بيع الماء الذي يشترك فيه الناس

ثبت في " صحيح مسلم " من حديث جابر رضي الله عنه قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع فضل الماء .

وفيه عنه قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع ضراب الفحل ، وعن بيع الماء والأرض لتحرث ، فعن ذلك نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وفي " الصحيحين " عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يمنع فضل الماء ليمنع به الكلأ ) وفي لفظ آخر ( لا تمنعوا فضل الماء لتمنعوا به [ ص: 707 ] الكلأ ) ، وقال البخاري في بعض طرقه : ( لا تمنعوا فضل الماء لتمنعوا به فضل الكلإ )

وفي " المسند " من حديث عمرو بن شعيب ، عن أبيه عن جده رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من منع فضل مائه ، أو فضل كلئه منعه الله فضله يوم القيامة ) .

وفي " سنن ابن ماجه " من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ثلاث لا يمنعن : الماء والكلأ والنار ) .

وفي " سننه " أيضا عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( المسلمون شركاء في ثلاث : الماء والنار والكلأ ، وثمنه حرام ) .

وفي " صحيح البخاري " من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ثلاثة لا ينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة ، ولا يزكيهم ، ولهم عذاب أليم : رجل كان له فضل ماء بالطريق فمنعه من ابن السبيل ، ورجل بايع إمامه لا يبايعه إلا للدنيا فإن أعطاه منها رضي ، وإن لم يعطه منها سخط ، ورجل أقام سلعة بعد العصر فقال : والله الذي لا إله غيره لقد أعطيت بها كذا [ ص: 708 ] وكذا ، فصدقه رجل ، ثم قرأ هذه الآية ( إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا ) ) الآية .

وفي " سنن أبي داود " ( عن بهيسة قالت : استأذن أبي النبي صلى الله عليه وسلم ، فجعل يدنو منه ويلتزمه ، ثم قال : يا نبي الله ، ما الشيء الذي لا يحل منعه ؟ قال : الماء قال : " يا نبي الله ، ما الشيء الذي لا يحل منعه ؟ قال : الملح ، قال : يا نبي الله ، ما الشيء الذي لا يحل منعه ؟ قال : أن تفعل الخير خير لك ) .

الماء خلقه الله في الأصل مشتركا بين العباد والبهائم ، وجعله سقيا لهم ، فلا يكون أحد أخص به من أحد ، ولو أقام عليه ، وتنأ عليه ، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ابن السبيل أحق بالماء من التانئ عليه ، ذكره أبو عبيد عنه .

وقال أبو هريرة : ( ابن السبيل أول شارب ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية