الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا

                                                                                                                                                                                                سميا : لم يسم أحد بيحيى قبله ، وهذا شاهد على أن الأسامي السنع جديرة بالأثرة ، وإياها كانت العرب تنتحي في التسمية ؛ لكونها أنبه وأنوه وأنزه عن النبز ، حتى قال القائل في مدح قوم [من الكامل ] :


                                                                                                                                                                                                سنع الأسامي مسبلي أزر حمر تمس الأرض بالهدب



                                                                                                                                                                                                وقال رؤبة للنسابة البكري -وقد سأله عن نسبه - : أنا ابن العجاج ، فقال : قصرت وعرفت ، وقيل : مثلا وشبيها عن مجاهد ؛ كقوله : هل تعلم له سميا [مريم : 65 ] ؛ وإنما قيل للمثل : "سمي " ؛ لأن كل متشاكلين يسمى كل واحد منهما باسم المثل والشبيه والشكل والنظير ، فكل واحد سمي لصاحبه ؛ ونحو : "يحيى" في أسمائهم : "يعمر ، ويعيش" إن كانت التسمية عربية ، وقد سموا بيموت أيضا- وهو يموت ابن المزرع ، قالوا : لم يكن له مثل في أنه لم يعص ولم يهم بمعصية قط ، وأنه ولد بين شيخ فان وعجوز عاقر ، وأنه كان حصورا .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية