الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 160 ) مسألة : قال : وغسل اليدين إلى المرفقين ويدخل المرفقين في الغسل . لا خلاف بين علماء الأمة في وجوب غسل اليدين في الطهارة ، وقد نص الله تعالى عليه بقوله سبحانه : [ ص: 85 ] { وأيديكم إلى المرافق } . وأكثر العلماء على أنه يجب إدخال المرفقين في الغسل ، منهم عطاء ومالك والشافعي وإسحاق وأصحاب الرأي .

                                                                                                                                            وقال بعض أصحاب مالك ، وابن داود : لا يجب . وحكي ذلك عن زفر ; لأن الله تعالى أمر بالغسل إليهما ، وجعلهما غايته بحرف إلى ، وهو لانتهاء الغاية ، فلا يدخل المذكور بعده ، كقوله تعالى { ثم أتموا الصيام إلى الليل . }

                                                                                                                                            ولنا ما روى جابر ، قال : { كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا توضأ أدار الماء إلى مرفقيه . } وهذا بيان للغسل المأمور به في الآية ، فإن " إلى " تستعمل بمعنى مع ، قال الله تعالى : { ويزدكم قوة إلى قوتكم } . أي مع قوتكم ، { ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم } ، و { من أنصاري إلى الله } . فكان فعله مبينا . وقولهم : إن " إلى " للغاية . قلنا : وقد تكون بمعنى مع ، قال المبرد : إذا كان الحد من جنس المحدود دخل فيه ، كقولهم : بعت هذا الثوب من هذا الطرف إلى هذا الطرف .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية