الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : " فلما دخلوا على يوسف " يعني : يعقوب وولده .

                                                                                                                                                                                                                                      وفي هذا الدخول قولان :

                                                                                                                                                                                                                                      أحدهما : أنه دخول أرض مصر ، ثم قال لهم : " ادخلوا مصر " يعني البلد .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني : أنه دخول مصر ، ثم قال لهم : " ادخلوا مصر " أي : استوطنوها .

                                                                                                                                                                                                                                      وفي قوله : " آوى إليه أبويه " قولان :

                                                                                                                                                                                                                                      أحدهما : أبوه وخالته ، لأن أمه كانت قد ماتت ، قاله ابن عباس والجمهور .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني : أبوه وأمه ، قاله الحسن ، وابن إسحاق .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 289 ] وفي قوله : " إن شاء الله آمنين " أربعة أقوال :

                                                                                                                                                                                                                                      أحدها : أن في الكلام تقديما وتأخيرا ، فالمعنى : سوف أستغفر لكم ربي إن شاء الله ، إنه هو الغفور الرحيم ، هذا قول ابن جريج .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني : أن الاستثناء يعود إلى الأمن . ثم فيه قولان : أحدهما : أنه لم يثق بانصراف الحوادث عنهم . والثاني : أن الناس كانوا فيما خلا يخافون ملوك مصر ، فلا يدخلون إلا بجوارهم .

                                                                                                                                                                                                                                      والثالث : أنه يعود إلى دخول مصر ، لأنه قال لهم هذا حين تلقاهم قبل دخولهم ، على ما سبق بيانه .

                                                                                                                                                                                                                                      والرابع : أن " إن " بمعنى : " إذ " كقوله : إن أردن تحصنا [النور: 33] . قال ابن عباس : دخلوا مصر يومئذ وهم نيف وسبعون من ذكر وأنثى . وقال ابن مسعود : دخلوا وهم ثلاثة وتسعون ، وخرجوا مع موسى وهم ستمائة ألف وسبعون ألفا .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية