الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في صيام العشر

                                                                                                          756 حدثنا هناد حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم صائما في العشر قط قال أبو عيسى هكذا روى غير واحد عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة وروى الثوري وغيره هذا الحديث عن منصور عن إبراهيم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ير صائما في العشر وروى أبو الأحوص عن منصور عن إبراهيم عن عائشة ولم يذكر فيه عن الأسود وقد اختلفوا على منصور في هذا الحديث ورواية الأعمش أصح وأوصل إسنادا قال وسمعت محمد بن أبان يقول سمعت وكيعا يقول الأعمش أحفظ لإسناد إبراهيم من منصور

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          ( باب ما جاء في صيام العشر ) أي عشر ذي الحجة .

                                                                                                          قوله : ( ما رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- صائما في العشر قط ) وفي رواية مسلم : أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يصم العشر . قال النووي : قال العلماء : هذا الحديث مما يوهم كراهة صوم العشر ، والمراد بالعشر هاهنا الأيام التسعة من أول ذي الحجة قالوا : وهذا مما يتأول فليس في صوم هذه التسعة كراهة ، بل هي مستحبة استحبابا شديدا لا سيما التاسع منها وهو يوم عرفة .

                                                                                                          وثبت في صحيح البخاري أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : ما من أيام العمل الصالح فيها أفضل منه في هذه . يعني العشر الأوائل من ذي الحجة ، فيتأول قولها لم يصم العشر أنه لم يصمه لعارض مرض أو سفر أو غيرهما أو أنها لم [ ص: 385 ] تره صائما فيه ، ولا يلزم من ذلك عدم صيامه في نفس الأمر . ويدل على هذا التأويل حديث هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- قالت : كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر أول اثنين من الشهر والخميس ، رواه أبو داود وهذا لفظه وأحمد والنسائي وفي روايتهما : وخميسين ، انتهى .

                                                                                                          وقال الحافظ في الفتح في شرح حديث البخاري الذي ذكره النووي ما لفظه : واستدل به على فضل صيام عشر ذي الحجة ؛ لاندراج الصوم في العمل ، قال : ولا يرد على ذلك ما رواه أبو داود وغيره عن عائشة قالت : ما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صائما العشر قط ؛ لاحتمال أن يكون ذلك لكونه كان يترك العمل وهو يحب أن يعمله خشية أن يفرض على أمته . كما رواه الصحيحان من حديث عائشة أيضا ، انتهى .

                                                                                                          قوله : ( ورواية الأعمش أصح وأوصل إسنادا ) والحديث أخرجه مسلم من طريق الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة وأخرجه أبو داود أيضا من هذه الطريق .




                                                                                                          الخدمات العلمية