الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                  قوله تعالى : ( وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى ) الآية [ 3 ] .

                                                                                                                                                                  292 - أخبرنا أبو بكر التميمي ، أخبرنا عبد الله بن محمد ، حدثنا أبو يحيى ، حدثنا سهل بن عثمان ، حدثنا يحيى بن أبي زائدة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة في قوله تعالى : ( وإن خفتم ألا تقسطوا ) الآية ، قالت : أنزلت هذه في الرجل يكون له اليتيمة وهو وليها ، ولها مال ، وليس لها أحد يخاصم دونها ، فلا ينكحها حبا لمالها ويضر بها ويسيء صحبتها ، فقال الله تعالى : ( وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء ) يقول : ما أحللت لكم ودع هذه . رواه مسلم عن أبي كريب ، عن أبي أسامة ، عن هشام .

                                                                                                                                                                  293 - وقال سعيد بن جبير ، وقتادة ، والربيع ، والضحاك ، والسدي : كانوا يتحرجون عن أموال اليتامى ، ويترخصون في النساء ويتزوجون ما شاءوا ، فربما عدلوا ، وربما لم يعدلوا ، فلما سألوا عن اليتامى ونزلت آية اليتامى : ( وآتوا اليتامى أموالهم ) الآية - أنزل الله تعالى أيضا : ( وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى ) الآية . يقول : وكما خفتم ألا تقسطوا في اليتامى ، فكذلك فخافوا في النساء أن لا تعدلوا فيهن ، فلا تتزوجوا أكثر مما يمكنكم القيام بحقهن ، لأن النساء كاليتامى في الضعف والعجز . وهذا قول ابن عباس في رواية الوالبي .

                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية