الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل وما لهم من ناصرين وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت بلى وعدا عليه حقا ولكن أكثر الناس لا يعلمون

                                                                                                                                                                                                                                        إن تحرص يا محمد . على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل من يريد ضلاله وهو المعني بمن حقت عليه الضلالة . وقرأ غير الكوفيين (لا يهدى) على البناء للمفعول وهو أبلغ . وما لهم من ناصرين من ينصرهم بدفع العذاب عنهم .

                                                                                                                                                                                                                                        وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت عطف على وقال الذين أشركوا إيذانا بأنهم كما أنكروا التوحيد أنكروا البعث مقسمين عليه زيادة في البت على فساده ، ولقد رد الله عليهم أبلغ رد فقال : بلى يبعثهم . وعدا مصدر مؤكد لنفسه وهو ما دل عليه بلى فإن يبعث موعد من الله . عليه إنجازه لامتناع الخلف في وعده ، أو لأن البعث مقتضى حكمته . حقا صفة أخرى للوعد . ولكن أكثر [ ص: 227 ] الناس لا يعلمون أنهم يبعثون إما لعدم علمهم بأنه من مواجب الحكمة التي جرت عادته بمراعاتها ، وإما لقصور نظرهم بالمألوف فيتوهمون امتناعه ، ثم إنه تعالى بين الأمرين فقال :

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية