الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : " وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون " فيهم ثلاثة أقوال :

                                                                                                                                                                                                                                      أحدها : أنهم المشركون ، ثم في معناها المتعلق بهم قولان : أحدهما : أنهم يؤمنون بأن الله خالقهم ورازقهم وهم يشركون به ، رواه أبو صالح عن ابن عباس ، وبه قال مجاهد ، وعكرمة ، والشعبي ، وقتادة . والثاني : أنها نزلت في تلبية مشركي العرب ، كانوا يقولون : لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك ، إلا شريكا هو لك ، تملكه وما ملك ، رواه الضحاك عن ابن عباس .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني : أنهم النصارى ، يؤمنون بأنه خالقهم ورازقهم ، ومع ذلك يشركون به ، رواه العوفي عن ابن عباس .

                                                                                                                                                                                                                                      والثالث : أنهم المنافقون ، يؤمنون في الظاهر رئاء الناس ، وهم في الباطن كافرون ، قاله الحسن .

                                                                                                                                                                                                                                      فإن قيل : كيف وصف المشرك بالإيمان ؟

                                                                                                                                                                                                                                      فالجواب : أنه ليس المراد به حقيقة الإيمان ، وإنما المعنى : أن أكثرهم ، مع إظهارهم الإيمان بألسنتهم ، مشركون .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية