الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              الآية التاسعة والثلاثون : { لا تقم فيه أبدا لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين } . فيها سبع مسائل :

                                                                                                                                                                                                              المسألة الأولى : قوله تعالى { أبدا } : ظرف زمان ، وظروف الزمان على قسمين : ظرف مقدر كاليوم والليلة ، وظرف مبهم على لغتهم ، ومطلق على لغتنا ; كالحين والوقت .

                                                                                                                                                                                                              والأبد من هذا القسم ، وكذلك الدهر ، وقد بيناه في المشكلين وشرح الصحيحين ، وملجئة المتفقهين ، بيد أنا نشير فيه هاهنا إلى نكتة من تلك الجمل ، وهي أن " أبدا " وإن كان ظرفا مبهما لا عموم فيه ، ولكنه إذا اتصل بالنهي أفاد العموم ، لا من جهة مقتضاه ، ولكن من جهة النهي فإنه لو قال : لا تقم فيه لكفى في الانكفاف المطلق ، فإذا قال " أبدا " فكأنه قال : لا تقم في وقت من الأوقات ، ولا في حين من الأحيان ، وقد فهم ذلك أهل اللسان ، وقضى به فقهاء الإسلام ، فقالوا : لو قال رجل لامرأته : أنت طالق أبدا طلقت طلقة واحدة .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية