الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ حزن الرسول على جعفر ووصايته بآله ]

قال ابن إسحاق : فحدثني عبد الله بن أبي بكر عن أم عيسى الخزاعية عن أم جعفر بنت محمد بن جعفر بن أبي طالب ، عن جدتها أسماء بنت عميس ، قالت : لما أصيب جعفر وأصحابه دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد دبغت أربعين منا قال ابن هشام : ويروى أربعين منيئة وعجنت عجيني ، وغسلت بني ودهنتهم ونظفتهم . قالت : فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ائتيني ببني جعفر ؟ قالت : فأتيته بهم ، فتشممهم وذرفت عيناه ، فقلت : يا رسول الله . [ ص: 381 ] بأبي أنت وأمي ما يبكيك ؟ أبلغك عن جعفر وأصحابه شيء ؟ قال : نعم ، أصيبوا هذا اليوم . قالت : فقمت أصيح واجتمعت إلي النساء ، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهله . فقال : لا تغفلوا آل جعفر من أن تصنعوا لهم طعاما ، فإنهم قد شغلوا بأمر صاحبهم

وحدثني عبد الرحمن بن القاسم بن محمد ، عن أبيه عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : لما أتى نعي جعفر عرفنا في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم الحزن قالت : فدخل عليه رجل فقال : يا رسول الله ، إن النساء عنيننا وفتننا ؟ قال : فارجع إليهن فأسكتهن . قالت : فذهب ثم رجع فقال له مثل ذلك قال : تقول وربما ضر التكلف أهله قالت : قال : فاذهب فأسكتهن ، فإن أبين فاحث في أفواههن التراب قالت : وقلت في نفسي : أبعدك الله فوالله ما تركت نفسك وما أنت بمطيع رسول الله صلى الله عليه وسلم . قالت : وعرفت أنه لا يقدر على أن يحثي في أفواههن التراب

قال ابن إسحاق : وقد كان قطبة بن قتادة العذري الذي كان على ميمنة المسلمين ، قد حمل على مالك بن زافلة فقتله ، فقال قطبة بن قتادة :


طعنت ابن زافلة بن الإرا ش برمح مضى فيه ثم انحطم     ضربت على جيده ضربة
فمال كما مال غصن السلم     وسقنا نساء بني عمه
غداة رقوقين سوق النعم



قال ابن هشام : قوله : ابن الإراش عن غير ابن إسحاق . [ ص: 382 ] والبيت الثالث عن خلاد بن قرة ؛ ويقال : مالك بن رافلة :

التالي السابق


الخدمات العلمية