الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا

                                                                                                                                                                                                فأشارت إليه أي : هو الذي يجيبكم إذا ناطقتموه ، وقيل : كان المستنطق لعيسى زكريا -عليه السلام- وعن السدي : لما أشارت إليه ، غضبوا وقالوا : لسخريتها بنا أشد علينا من زناها ، وروي أنه كان يرضع ، فلما سمع ذلك ترك الرضاع وأقبل عليهم بوجهه ، واتكأ على يساره وأشار بسبابته ، وقيل : كلمهم بذلك ، ثم لم يتكلم حتى بلغ مبلغا يتكلم فيه الصبيان ، و "كان" : لإيقاع مضمون الجملة في زمان ماض مبهم يصلح لقريبه وبعيده ، وهو ها هنا لقريبه خاصة ، والدال عليه مبنى الكلام ، وأنه مسوق للتعجب ، ووجه آخر : أن يكون "نكلم " : حكاية حال ماضية ، أي : كيف عهد قبل عيسى أن يكلم الناس صبيا في المهد فيما سلف من الزمان حتى نكلم هذا .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية