الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : " حتى إذا استيئس الرسل " المعنى متعلق بالآية الأولى ، فتقديره : وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا ، فدعوا قومهم ، فكذبوهم ، وصبروا وطال دعاؤهم وتكذيب قومهم حتى إذا استيأس الرسل ، وفيه قولان :

                                                                                                                                                                                                                                      أحدهما : استيأسوا من تصديق قومهم ، قاله ابن عباس .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني : من أن نعذب قومهم ، قاله مجاهد . " وظنوا أنهم قد كذبوا " قرأ ابن كثير ، ونافع ، وأبو عمرو ، وابن عامر : " كذبوا " مشددة الذال مضمومة الكاف ، والمعنى : وتيقن الرسل أن قومهم قد كذبوهم ، فيكون الظن هاهنا بمعنى اليقين ، هذا قول الحسن ، وعطاء ، وقتادة . وقرأ عاصم ، وحمزة ، والكسائي : " كذبوا " خفيفة ، والمعنى : ظن قومهم أن الرسل قد كذبوا فيما وعدوا به من النصر ، لأن الرسل لا يظنون ذلك . وقرأ أبو رزين ، ومجاهد ، والضحاك : " كذبوا " بفتح الكاف والذال خفيفة ، والمعنى : ظن قومهم أيضا أنهم قد كذبوا ، قاله الزجاج .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : " جاءهم نصرنا " يعني : الرسل " فننجي من نشاء " قرأ ابن كثير ، ونافع ، وأبو عمرو ، وحمزة ، والكسائي : " فننجي " بنونين ، الأولى [ ص: 297 ] مضمومة والثانية ساكنة والياء ساكنة . وقرأ ابن عامر ، وأبو بكر ، وحفص ، جميعا عن عاصم ، ويعقوب : " فنجي " مشددة الجيم مفتوحة الياء بنون واحدة ، يعني : المؤمنين ، نجوا عند نزول العذاب .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية