الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      شهاب بن خراش ( د )

                                                                                      ابن حوشب بن يزيد بن الحارث بن يزيد بن رويم بن عبد الله بن سعد بن مرة بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة . الإمام القدوة العالم أبو الصلت الشيباني ، ثم الحوشبي ، الواسطي ، أخو عبد الله ، وابن أخي العوام بن حوشب . أصله كوفي تحول إلى الرملة .

                                                                                      وحدث عن عمرو بن مرة ، وأبان بن أبي عياش ، وعبد الملك بن عمير ، وعبد الكريم الجزري ، ومنصور بن المعتمر ، ومحمد بن زياد القرشي ، وقتادة ، وعاصم بن بهدلة ، وعمه العوام ، وحماد بن أبي سليمان ، وشعيب بن رزيق الطائفي ، والقاسم بن غزوان ، وينزل إلى الثوري ، والربيع بن صبيح ، وعدة .

                                                                                      وعنه : ابن مهدي ، وعبد الله بن ميمون القداح ، وابن أبي فديك ، والهيثم بن خارجة ، وآدم بن أبي إياس ، وعثمان بن سعيد بن كثير الحمصي ، وسعيد بن منصور ، والحكم بن موسى ، وقتيبة ، وعلي بن [ ص: 285 ] حجر ، ويزيد بن موهب ، وسويد بن سعيد ، وخلق كثير . وثقه ابن المبارك ، وابن معين ، وابن عمار ، وأبو زرعة . وقال أحمد وغيره : لا بأس به . قال أحمد العجلي : ثقة ، نزل الرملة . قال أبو زرعة : ثقة صاحب سنة . وقال أبو حاتم : صدوق لا بأس به .

                                                                                      وقال ابن عدي : له أحاديث ليست كثيرة . وفي بعض رواياته ما ينكر عليه ، ولا أعرف للمتقدمين فيه كلاما فأذكره . قلت : وذلك لانزوائه بفلسطين .

                                                                                      قال أبو بكر بن أبي الأسود : سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول : لم أر أحدا أجمع من عبد الله بن المبارك ، ولم أر أحدا أقدمه على بشر بن منصور ، ولم أر أحدا أحسن وصفا للسنة من شهاب بن خراش ، ولم أر أحدا أعلم بالسنة من حماد بن زيد ، ولسفيان علمه وزهده .

                                                                                      بهلول بن إسحاق : حدثنا سعيد بن منصور ، حدثنا شهاب بن خراش قال : أدركت من أدركت من ص‍درة هذه الأمة ، وهم يقولون : اذكروا مجلس أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما تأتلف عليه القلوب ، ولا تذكروا الذي شجر بينهم ، فتحرشوا عليهم الناس .

                                                                                      محمد بن سعيد الخريمي ، عن هشام بن عمار : سمعت شهاب بن خراش يقول : إن القدرية أرادوا أن يصفوا الله بعدله ، فأخرجوه من فضله .

                                                                                      قال هشام : لقيت شهابا وأنا شاب في سنة أربع وسبعين ومائة فقال [ ص: 286 ] لي : إن لم تكن قدريا ولا مرجئا ، حدثتك ، وإلا لم أحدثك ، فقلت : ما في من هذين شيء .

                                                                                      وقال مسلم في مقدمة كتابه : حدثنا محمد بن عبد الله بن قهزاد ، عن أبي إسحاق الطالقاني ، قال : قلت لعبد الله بن المبارك : يا أبا عبد الرحمن ، الحديث الذي جاء : إن من البر بعد البر أن تصلي لأبويك مع صلاتك وتصوم لهما مع صومك فقال : يا أبا إسحاق ، عمن هذا ؟ قلت : هذا من حديث شهاب بن خراش ، قال : ثقة ، عمن ؟ قلت : عن الحجاج بن دينار ، قال : ثقة ، عمن ؟ قلت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : إن بين الحجاج وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - مفاوز تنقطع فيها أعناق المطي ، ولكن ليس في الصدقة اختلاف .

                                                                                      خرج أبو داود لشهاب في سننه حديثين .

                                                                                      ومات قبل سنة ثمانين ومائة ، فقد لحقه علي بن حجر .

                                                                                      أخبرنا أحمد بن هبة الله ، عن زينب الشعرية ، أخبرتنا فاطمة بنت زعبل ، أخبرنا أبو الحسين الفارسي ، أخبرنا أبو عمرو بن حمدان ، حدثنا الحسن بن سفيان ، حدثنا سويد بن سعيد ، حدثنا شهاب بن خراش ، عن محمد بن زياد ، عن أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : إن الله لعن المرجئة والقدرية على لسان سبعين نبيا . [ ص: 287 ]

                                                                                      أخبرنا الحافظ أبو الحسين علي بن محمد ، أخبرنا الحسن بن صباح ، أخبرنا عبد الله بن رفاعة ، أخبرنا علي بن الحسن القاضي ، أخبرنا عبد الرحمن بن عمر البزاز سنة ثلاث عشرة وأربع مائة ، أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد العامري ، حدثنا سليمان بن شعيب الكيساني ، حدثنا سعيد الآدم ، حدثنا شهاب بن خراش ، حدثنا يزيد الرقاشي ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أخوف ما أخاف على أمتي تصديق بالنجوم وتكذيب بالقدر ، ولا يؤمن عبد بالله حتى يؤمن بالقدر خيره وشره ، حلوه ومره ، وأخذ رسول الله بلحيته ، وقال : آمنت بالقدر كله خيره وشره ، حلوه ومره وأخذ أنس بلحيته ، وقال : آمنت بالقدر كله خيره وشره ، حلوه ومره ، وأخذ يزيد الرقاشي بلحيته ، وقال : آمنت بالقدر كله ، خيره وشره ، حلوه ومره ، وتسلسل إلي هذا الكلام . وهو كلام صحيح ، لكن الحديث واه لمكان الرقاشي .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية