الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : جاءتهم رسلهم بالبينات الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في الآية قال : لما سمعوا كتاب الله عجبوا ورجعوا بأيديهم إلى أفواههم ( وقالوا إنا كفرنا بما أرسلتم به وإنا لفي شك مما تدعوننا إليه مريب ) يقولون : لا نصدقكم فيما جئتم به فإن عندنا فيه شكا قويا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن قتادة ( جاءتهم رسلهم بالبينات فردوا أيديهم في أفواههم ) قال : كذبوا رسلهم بما جاءوهم من البينات فردوه عليهم بأفواههم وقالوا : ( وإنا لفي شك مما تدعوننا إليه مريب ) وكذبوا ما في الله عز وجل شك أفي من فطر السماوات والأرض وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم وأظهر لكم من النعم والآلاء المتظاهرة ما لا يشك في الله عز وجل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو عبيد ، وابن المنذر ، عن مجاهد في قوله : ( فردوا أيديهم في أفواههم ) قال : ردوا عليهم قولهم وكذبوهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، والفريابي وأبو عبيد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني والحاكم وصححه عن ابن مسعود ( فردوا أيديهم [ ص: 497 ]

                                                                                                                                                                                                                                      في أفواههم
                                                                                                                                                                                                                                      ) قال : عضوا عليها ، وفي لفظ : عضوا على أناملهم غيظا على رسلهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن زيد في قوله : ( فردوا أيديهم في أفواههم ) قال : أدخلوا أصابعهم في أفواههم ، قال : وإذا غضب الإنسان عض على يده .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن محمد بن كعب القرظي في قوله : ( فردوا أيديهم في أفواههم ) قال : هو التكذيب .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية