الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
فصل :

138 - ذكر الطبراني في دلائل النبوة حدثنا مسعدة بن سعد العطار المكي ، ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي ، ثنا عبد العزيز بن عمران حدثني عبد الرحمن وعبد الله ابنا زيد بن أسلم ، عن أبيهما عن عطاء بن يسار عن ابن عباس رضي الله عنه أن أربد بن قيس وعامر ابن الطفيل قدما المدينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتهيا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس فجلسا بين يديه فقال عامر بن الطفيل يا محمد ما تجعل لي إن أسلمت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لك ما للمسلمين وعليك ما عليهم قال عامر أتجعل لي الأمر من بعدك إن أسلمت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس ذلك لك ولا لقومك ولكن لك أعنة الخيل قال لنا الآن أعنة الخيل بنجد اجعل لي الوبر ولك المدر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا فلما قفى من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عامر أما والله لأملأنها عليك خيلا ورجالا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يمنعك الله عز وجل فلما خرج أربد وعامر قال عامر يا أربد إني أشغل عنك محمدا بالحديث فاضربه بالسيف فإن الناس إذا قتلت محمدا لم يزيدوا عن أن يرضوا [ ص: 129 ] بالدية فسنعطيهم الدية قال أربد أفعل فأقبلا راجعين فقال عامر يا محمد قم معي أكلمك فقام معه رسول الله صلى الله عليه وسلم يكلمه وسل أربد السيف فلما وضع يده على سيفه يبست على قائم السيف فلم يستطع سل السيف وأبطأ أربد على عامر بالضرب فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى أربد وما يصنع فانصرف عنهما فلما خرج عامر وأربد من عند النبي صلى الله عليه وسلم حتى إذا كانا بالحرة حرة واقم نزلا فخرج إليهما سعد بن معاذ وأسيد بن حضير فقالا اشخصا يا عدوا الله لعنكما الله فقال عامر من هذا يا سعد قال هذا أسيد بن حضير مجمع الكتائب قال فخرجا حتى إذا كانا بالرقم أرسل الله على أربد صاعقة فقتلته وخرج عامر حتى إذا كان بالخريب أرسل الله عليه قرحة فأخذته وأدركه الليل في بيت امرأة من بني سلول فجعل يمس قرحته في حلقه ويقول غدة كغدة الجمل في بيت سلولية يرغب أن يموت في بيتها ثم ركب فرسه فأحضره حتى مات عليه راجعا فأنزل الله عز وجل فيهما ( الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام ) إلى قوله تعالى ( وما لهم من دونه من وال ) قال المعقبات من أمر الله يحفظون محمد صلى الله عليه وسلم ثم ذكر أربد وما هم به فقال ( هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا ) إلى قوله ( وهو شديد المحال ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية