الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : ويسقى من ماء صديد .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج أحمد والترمذي والنسائي ، وابن أبي الدنيا في «صفة النار» وأبو يعلى ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، وأبو نعيم في «الحلية» والحاكم وصححه ، وابن مردويه والبيهقي في «البعث والنشور» عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : ( ويسقى من ماء صديد يتجرعه ) قال : يقرب إليه فيتكرهه فإذا دنا منه شوى وجهه ووقعت فروة رأسه فإذا شربه قطع أمعاءه حتى يخرج من دبره ، يقول [ ص: 503 ]

                                                                                                                                                                                                                                      الله تعالى : ( وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم ) وقال : ( وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه ) .


                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس في قوله : ( من ماء صديد ) قال : ما يسيل بين جلد الكافر ولحمه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن أبي حاتم ، عن عكرمة في قوله : ( ويسقى من ماء صديد ) قال : القيح والدم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن المنذر والبيهقي في «البعث والنشور» عن مجاهد في قوله : ( من ماء صديد ) قال : دم وقيح .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله : ( ويسقى من ماء صديد ) قال : ماء يسيل من بين لحمه وجلده .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن قال لو أن دلوا من صديد جهنم دلي من السماء فوجد أهل الأرض ريحه لأفسد عليهم الدنيا .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 504 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية