الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                          صفحة جزء
                                          قوله تعالى: فكذبوه فنجيناه

                                          [10491] أخبرنا يونس بن عبد الأعلى قراءة, أخبرني ابن وهب قال: بلغني عن ابن عباس أنه قال: كان في سفينة نوح ثمانون رجلا أحدهم كان لسانه عربيا.

                                          [10492] حدثني محمد بن العباس مولى بني هاشم، ثنا عبد الرحمن بن سلمة، ثنا محمد بن محمد بن إسحاق ، عن الحسن بن دينار، عن علي بن زيد بن جدعان ، عن يوسف بن مهران، عن عبد الله بن عباس قال: سمعته يقول: أول ما حمل نوح في [ ص: 1971 ] الفلك من الدواب الدرة، وآخر ما حمل الحمار قلت: أدخل الحمار ودخل صدره، تعلق إبليس بذنبه، فلم تستقل رجلاه فجعل نوح ويحك ادخل، فينهق فلا يستطيع حتى قال نوح: ويحك ادخل وإن كان الشيطان معك, قال كلمة زلت على لسانه.

                                          [10493] حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن السدي ، عن أبي مالك في الفلك قال: سفينة نوح حمل فيها من كل زوجين اثنين.

                                          قوله تعالى: وجعلناهم خلائف

                                          [10494] أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم فيما كتب إلي أحمد بن مفضل، عن أسباط ، عن السدي قوله: خلائف الأرض أما خلائف الأرض فأهلك القرون فاستخلفنا فيها بعدهم.

                                          [10495] وأخبرنا أبو يزيد القراطيسي -فيما كتب إلي- قال: سمعت أصبغ بن الفرج ، سمعت عبد الرحمن بن زيد يقول في قوله: وهو الذي جعلكم خلائف الأرض قال: يستخلف في الأرض قوما بعد قوم.

                                          قوله تعالى: وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا فانظر كيف كان عاقبة المنذرين

                                          [10496] حدثنا محمد بن العباس مولى بني هاشم, ثنا عبد الرحمن بن سلمة أبو زهير ، عن رجل من أصحابه قال: بلغني أن قوم نوح عاشوا في ذلك الغرق أربعين يوما.

                                          [10497] حدثنا محمد بن العباس مولى بني هاشم, ثنا عبد الرحمن بن سلمة، ثنا سلمة، ثنا محمد بن إسحاق قال: فلقد غرقت الأرض، وما فيها وانتهى الماء إلى ما انتهى إليه وما جاور الماء ركبته وداب الماء حين أرسله الله خمسين ومائة يوم كما يزعم أهل التوراة، فكان بين أن أرسل الله الطوفان، وبين أن غاص ستة أشهر وعشر ليال، ولما أراد الله أن يكف ذلك أرسل الله ريحا على وجه الماء, فسكن الماء وانسدت ينابيع الأرض الغمر الأكبر وأبواب السماء, فجعل الماء ينقص، ويغيض، ويدبر، فكان استواء الفلك على الجودي فيما يزعم أهل التوراة في الشهر السابع لسبع عشرة ليلة مضت منه، وفي أول يوم من الشهر العاشر رأى رءوس الجبال, فلما مضى بعد [ ص: 1972 ] ذلك أربعون يوما فتح نوح كوة الفلك التي صنع فيها، ثم أرسل الغراب لينظر له ما فعل الماء فلم يرجع إليه، فأرسل الحمامة، فرجعت إليه، فلم تجد لرجليها موضعا، فبسط يده للحمامة فأخذها، فأدخلها فمكث سبعة أيام، ثم أرسلها لتنظر له، فرجعت إليه حين أمست وفي فيها ورقة زيتونة فعلم نوح أن الماء قد قل عن وجه الأرض، ثم مكث فيها سبعة أيام ثم أرسلها فلم ترجع فعلم نوح أن الأرض قد برزت.

                                          التالي السابق


                                          الخدمات العلمية