الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 188 ] [ ص: 189 ] سورة "النحل"

                                                                                                                                                                                                                                        مكية سوى ثلاث آيات من آخرها؛ فإنهن نزلن بين مكة ؛ والمدينة .

                                                                                                                                                                                                                                        بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                                                                                                                                                                                        قوله (تعالى): أتى أمر الله فلا تستعجلوه ؛ "أمر الله": ما وعدهم الله به من المجازاة على كفرهم من أصناف العذاب؛ والدليل على ذلك قوله: حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور ؛ أي: جاء ما وعدناهم به؛ وكذلك قوله: أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا ؛ وذلك أنهم استعجلوا العذاب؛ واستبطؤوا أمر الساعة؛ فأعلم الله - عز وجل - أن ذلك في قربه بمنزلة ما قد أتى؛ كما قال: اقتربت الساعة وانشق القمر ؛ وكما قال: وما أمر الساعة إلا كلمح البصر

                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: سبحانه وتعالى عما يشركون ؛ معناه: تنزيهه من السوء؛ كذلك جاء في الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ وكذلك [ ص: 190 ] فسره أهل اللغة؛ قالوا: معناه: تنزيه الله من السوء؛ وبراءة الله من السوء ؛ قال الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                                        أقول لما جاء في فخره سبحان من علقمة الفاجر

                                                                                                                                                                                                                                        أي: براءة منه.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية