الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفرا الآيات .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور والبخاري والنسائي ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه والبيهقي في «الدلائل» عن ابن عباس في قوله : ( ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفرا ) قال : هم كفار أهل مكة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البخاري في «تاريخه» ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن مردويه ، عن عمر بن الخطاب في قوله : ( ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفرا ) قال : هما الأفجران من قريش : بنو المغيرة وبنو أمية ، فأما بنو المغيرة فكفيتموهم يوم بدر . وأما بنو أمية فمتعوا إلى حين .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه ، عن ابن عباس أنه قال لعمر : يا أمير المؤمنين هذه الآية ( الذين بدلوا نعمت الله كفرا ) قال : هما الأفجران من قريش : أخوالي وأعمامك ، فأما أخوالي فاستأصلهم الله يوم بدر . وأما أعمامك فأملى الله لهم إلى حين .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني في «الأوسط» ، والحاكم وصححه وابن مردويه من طرق عن علي بن أبي طالب في قوله : [ ص: 548 ]

                                                                                                                                                                                                                                      ( ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفرا ) قال : هما الأفجران من قريش بنو أمية وبنو المغيرة ، فأما بنو المغيرة فقطع الله دابرهم يوم بدر . وأما بنو أمية فمتعوا إلى حين .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، والفريابي والنسائي ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وابن الأنباري في «المصاحف» ، والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في «الدلائل» عن أبي الطفيل أن ابن الكواء سأل عليا من ( الذين بدلوا نعمت الله كفرا ) قال : هم الفجار من قريش كفيتهم يوم بدر ، قال : فمن ( الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا ) قال : منهم أهل حروراء .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه ، عن علي أنه سئل عن ( الذين بدلوا نعمت الله كفرا ) قال : بنو أمية وبنو مخزوم رهط أبي جهل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه ، عن أرطاة : سمعت عليا على المنبر يقول : ( الذين بدلوا نعمت الله كفرا ) الناس منها برآء غير قريش .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن أبي حسين قال : قام علي بن أبي طالب [ ص: 549 ]

                                                                                                                                                                                                                                      فقال ألا أحد يسألني عن القرآن فوالله لو أعلم اليوم أحدا أعلم به مني وإن كان من وراء البحور لأتيته ، فقام عبد الله بن الكواء فقال : من ( الذين بدلوا نعمت الله كفرا ) قال : هم مشركو قريش أتتهم نعمة الله الإيمان فبدلوا قومهم دار البوار .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر والحاكم في «الكنى» عن علي بن أبي طالب في قوله : ( ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفرا ) قال : هم كفار قريش الذين نحروا يوم بدر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه ، عن ابن عباس في قوله : ( ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفرا ) قال هم المشركون من أهل بدر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج مالك في «تفسيره» عن نافع عن ابن عمر في قوله : ( ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفرا ) قال : هم كفار قريش الذين قتلوا يوم بدر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، عن عطاء بن يسار قال : نزلت هذه الآية في الذين قتلوا من قريش يوم بدر ( ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفرا ) .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن عمرو بن دينار في قوله : ( ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفرا ) قال : هم قريش ، ومحمد النعمة .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 550 ]

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن قتادة في ( ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفرا ) الآية ، قال : كنا نحدث أنهم أهل مكة أبو جهل وأصحابه الذين قتلهم الله يوم بدر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : ( ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفرا ) قال : هم جبلة بن الأيهم والذين اتبعوه من العرب فلحقوا بالروم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، عن ابن عباس في قوله : ( وأحلوا قومهم دار البوار ) قال : الهلاك .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، عن الضحاك : ( وأحلوا قومهم دار البوار ) قال : أحلوا من أطاعهم من قومهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن ابن زيد في قوله : ( دار البوار ) قال : النار ، قال : وقد بين الله ذلك وأخبرك به فقال : ( جهنم يصلونها وبئس القرار ) .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 551 ]

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله : ( جهنم يصلونها ) قال : هي دارهم في الآخرة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن قتادة في قوله : ( وجعلوا لله أندادا ) قال : أشركوا بالله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن أبي رزين في قوله : ( قل تمتعوا فإن مصيركم إلى النار ) قال : تمتعوا إلى أجلكم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله : ( من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال ) قال : إن الله تعالى قد علم أن في الدنيا بيوعا وخلالا يتخالون بها في الدنيا فينظر رجل من يخال وعلام يصاحب فإن كان لله فليداوم وإن كان لغير الله فليعلم أن كل خلة ستصير على أهلها عداوة يوم القيامة إلا خلة المتقين .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية