الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        قالوا جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه [75]

                                                                                                                                                                                                                                        وهذا مشكل من النحو ، وفيه ثلاثة أقوال ، منها : أن يكون جزاؤه مبتدأ ، وخبره محذوفا ، والتقدير : جزاؤه عندنا كجزائه عندكم : أن يستعبد من يسرق . ويقال : إن هذا الحكم كان في شريعة يعقوب - صلى الله عليه وسلم - ، وكان هذا في أول الإسلام ، حتى نسخه الله -جل وعز - بالقطع . والقول الثاني : أن يكون جزاؤه " مبتدأ ، و"من وجد" مبتدأ ثانيا ، "فهو جزاؤه " خبر الثاني ، والجملة خبر الأول ، و"من" شرط ، وإن شئت بمعنى الذي ، والذي يعود على المبتدإ الأول جزاؤه الثاني ، والتقدير ( فهو ) هو ثم أظهر الضمير ، وأنشد سيبويه :


                                                                                                                                                                                                                                        لعمرك ما معن بتارك حقه ولا منسئ معن ولا متيسر



                                                                                                                                                                                                                                        إلا أنه في الآية أحسن ؛ لأنه لو أضمر فيها لأشكل المعنى ، فكان الإظهار أحسن لهذا . والقول الثالث : أن يكون "جزاؤه " مبتدأ ، و"من وجد في رحله " [كناية عن رحله ، وخبره] ، والتقدير : جزاؤه استعباد من وجد في رحله ، فهو كناية عن الاستعباد ، وهي في الجملة معنى التوكيد ، كما تقول : جزاء من سرق القطع فهو جزاؤه ، وفهذا جزاؤه . ( كذلك ) الكاف في موضع نصب ؛ أي نجزي الظالمين جزاءا كذلك .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية