الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين

                                                                                                                                                                                                                                      22 - هو الذي يسيركم في البر والبحر يجعلكم قادرين على قطع المسافات بالأرجل والدواب والفلك الجارية في البحار أو يخلق فيكم السير . " ينشركم" شامي حتى إذا كنتم في الفلك أي السفن وجرين أي السفن بهم بمن فيها ، رجوع من الخطاب إلى الغيبة للمبالغة بريح طيبة لينة الهبوب لا عاصفة ولا ضعيفة وفرحوا بها بتلك الريح للينها واستقامتها جاءتها أي الفلك أو الريح الطيبة أي : تلقتها ريح عاصف ذات عصف أي : شديدة الهبوب وجاءهم الموج هو ما علا على الماء من كل مكان من البحر أو من جميع أمكنة الموج وظنوا أنهم أحيط بهم أهلكوا ، جعل إحاطة العدو بالحي مثلا في الإهلاك دعوا الله مخلصين له الدين من غير إشراك به لأنهم لا يدعون حينئذ معه غيره يقولون لئن أنجيتنا من هذه الأهوال أو من هذه الريح لنكونن من الشاكرين لنعمتك مؤمنين بك متمسكين بطاعتك ولم يجعل الكون في الفلك غاية للتسيير في البحر ولكن مضمون الجملة الشرطية الواقعة بعد حتى بما في حيزها كأنه قيل: يسيركم حتى إذا وقعت هذه الحادثة وكان كيت وكيت من مجيء الريح العاصف وتراكم الأمواج والظن بالهلاك والدعاء بالإنجاء ، وجواب إذا : جاءتها ، ودعوا : بدل من [ ص: 15 ] ظنوا ؛ لأن دعاءهم من لوازم ظنهم للهلاك فهو ملتبس به

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية