الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين

                                                                                                                                                                                                                                        قوله عز وجل: وترى الملائكة حافين من حول العرش قال قتادة : محدقين. يسبحون بحمد ربهم وتسبيحهم تلذذ لا تعبد. وفي قوله. بحمد ربهم وجهان:

                                                                                                                                                                                                                                        أحدهما: بمعرفة ربهم، قاله الحسن .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: يذكرون بأمر ربهم، قاله مقاتل. وقضي بينهم بالحق أي بالعدل وفيه قولان:

                                                                                                                                                                                                                                        أحدهما: وقضي بينهم بعضهم لبعض.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: بين الرسل والأمم، قاله الكلبي . وقيل الحمد لله رب العالمين وفي قائله قولان:

                                                                                                                                                                                                                                        أحدهما: أنه من قول الملائكة، فعلى هذا يكون حمدهم لله على عدله في قضائه. [ ص: 140 ] الثاني: أنه من قول المؤمنين. فعلى هذا يحتمل حمدهم وجهين:

                                                                                                                                                                                                                                        أحدهما: على أن نجاهم مما صار إليه أهل النار.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: على ما صاروا إليه من نعيم الجنة، فختم قضاؤه في الآخرة بالحمد كما افتتح خلق السماوات والأرض بالحمد في قوله الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض [الأنعام: 1] فتلزم الاقتداء به والأخذ بهديه في ابتداء كل أمر بحمده وخاتمه بحمده وبالله التوفيق.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية