الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 1748 ) فصل : ولا يجوز تعجيل الزكاة قبل ملك النصاب ، بغير خلاف علمناه . ولو ملك بعض نصاب ، فعجل زكاته ، أو زكاة نصاب ، لم يجز ; لأنه تعجل الحكم قبل سببه . وإن ملك نصابا فعجل زكاته وزكاة ما يستفيده ، [ ص: 261 ] وما ينتج منه ، أو يربحه فيه ، أجزأه عن النصاب دون الزيادة .

                                                                                                                                            وبهذا قال الشافعي وقال أبو حنيفة يجزئه ; لأنه تابع لما هو مالكه . ولنا ، أنه عجل زكاة مال ليس في ملكه ، فلم يجز كالنصاب الأول ، ولأن الزائد من الزكاة على زكاة النصاب إنما سببها الزائد في الملك ، فقد عجل الزكاة قبل وجود سببها ، فأشبه ما لو عجل الزكاة قبل ملك النصاب . وقوله : إنه تابع ، قلنا : إنما يتبع في الحول ، فأما في الإيجاب فإن الوجوب ثبت بالزيادة ، لا بالأصل ، ولأنه إنما يصير له حكم بعد الوجود ، فأما قبل ظهوره فلا حكم له في الزكاة .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية