الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد

ابن عبد البر - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر

صفحة جزء
1774 [ ص: 241 ] حديث ثان لسهيل

مالك ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة أن رجلا من أسلم قال : ما نمت الليلة ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ولم ؟ قال : لدغتني عقرب ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إنك لو قلت حين أمسيت : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ، لم يضرك إن شاء الله .

التالي السابق


وروى ابن وهب هذا الحديث ، عن مالك بإسناده مثله ، إلا أنه قال في آخره : لم يضرك شيء .

قال ابن وهب : وحدثني سعيد بن عبد الرحمن الجمحي ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنحو ذلك ، قال : وقال سهيل : فوالله لربما قلتها فضربتني ، فما يمنعني ذلك من حضور العشاء .

قال سعيد : وبلغني أنه من قال حين يمسي : ( سلام على نوح في العالمين ) ، لم تلدغه عقرب .

وفي هذا الحديث من الفقه أيضا : أن كلام الله عز وجل غير مخلوق ، وعلى ذلك أهل السنة أجمعون ، وهم أهل الحديث والرأي في الأحكام ، ولو كان كلام الله أو كلمات الله مخلوقة ، ما أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحدا أن يستعيذ بمخلوق ، دليل ذلك قول الله عز وجل ( وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا ) .

[ ص: 242 ] وفيه إباحة الرقى بكتاب الله ، أو ما كان في معناه من ذكر الله ، وفي ذلك دليل على إباحة المعالجة والتطبب والرقى ، وقد مهدنا هذا المعنى في باب زيد بن أسلم ، وتكرر في مواضع من هذا الكتاب ، والحمد لله .




الخدمات العلمية