الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          لا جرم أنهم في الآخرة هم الأخسرون

                                                          قال الخليل وسيبويه إن (لا جرم) كلمة واحدة معناها حق ويكون المعنى:

                                                          حق وثبت أنهم في الآخرة هم الأخسرون، فالنص يثبت أنهم خسروا وأنهم بلغوا في الآخرة أقصى درجات الخسارة، ولذا جاء جمع (الأخسرون)، وفعل التفضيل هنا يدل على أقصى درجات الخسارة، أي: لا خسارة فوقها أو مثلها بل هي فوق كل خسارة، وما ظنك بخسارة مؤداها البقاء في الجحيم خالدين فيها إلى ما شاء الله تعالى.

                                                          وروي عن الخليل أيضا في (لا جرم) أن معناها لابد ولا محالة فهي تفيد التأكيد بأنهم في أعلى درجات الخسارة.

                                                          والأصل في (لا جرم) أن لا نافية، وهي رد لهم في أطماعهم، وبيان بطلانهم، وجرم معناها كسب، والمعنى لا كسب ذلك الفعل لهم - أنهم الأخسرون. ومؤدى لا جرم حق كما ذكرنا أولا. [ ص: 3695 ]

                                                          وهذا شأن الكافرين الجاحدين الذين يصدون عن سبيل الله تعالى ويبغونها عوجا، أما شأن المؤمنين فقد قال تعالى فيه:

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية