الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              قوله تعالى : { دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين } .

                                                                                                                                                                                                              فيها ثلاث مسائل :

                                                                                                                                                                                                              المسألة الأولى : تفسير التحية : وفيها ثلاثة أقوال :

                                                                                                                                                                                                              الأول : أنها الملك . [ ص: 7 ]

                                                                                                                                                                                                              الثاني : أنها البقاء قال المعمر :

                                                                                                                                                                                                              أبني إن أهلك فإني قد تركت لكم بنيه     وتركتكم أولاد سادات
                                                                                                                                                                                                              زنادكم وريه     ولكل ما نال الفتى
                                                                                                                                                                                                              قد نلته إلا التحيه

                                                                                                                                                                                                              يعني البقاء .

                                                                                                                                                                                                              الثالث : [ أنها ] السلام .

                                                                                                                                                                                                              المسألة الثانية :

                                                                                                                                                                                                              في تفسيرها قولان :

                                                                                                                                                                                                              الأول : أن الملك يأتيهم بما يشتهون فيقول لهم : سلام عليكم أي سلمتم ، فيردون عليه ، فإذا أكلوه قالوا : الحمد لله رب العالمين .

                                                                                                                                                                                                              الثاني : أن معنى تحيتهم تحية بعضهم بعضا ، فقد ثبت في الخبر كما بينا : { أن الله خلق آدم ، ثم قال له : اذهب إلى أولئك النفر من الملائكة فسلم عليهم ، فجاءهم فقال : سلام عليكم ، فقالوا له : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ، فقال له : هذه تحيتك وتحية ذريتك إلى يوم القيامة } وبين في القرآن هاهنا أنها تحيتهم في الجنة ، فهي تحية موضوعة من ابتداء الخلقة إلى غير غاية .

                                                                                                                                                                                                              وقد روى ابن القاسم عن مالك في قول الله : { تحيتهم فيها سلام } ; أي هذا السلام الذي بين أظهركم تتقابلون به .

                                                                                                                                                                                                              والقولان محتملان ، وهذا أظهر ; لأنه ظاهر القرآن . والله أعلم .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية