الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
فوائد العلم بالمكي والمدني

وللعلم بالمكي والمدني فوائد أهمها :

أ- الاستعانة به في تفسير القرآن : فإن معرفة مواقع النزول تساعد على فهم الآية وتفسيرها تفسيرا صحيحا ، وإن كانت العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب . ويستطيع المفسر في ضوء ذلك عند تعارض المعنى في آيتين أن يميز بين الناسخ والمنسوخ ، فإن المتأخر يكون ناسخا للمتقدم .

ب- تذوق أساليب القرآن والاستفادة منها في أسلوب الدعوة إلى الله ، فإن لكل مقام مقالا ، ومراعاة مقتضى الحال من أخص معاني البلاغة ، وخصائص أسلوب المكي في القرآن والمدني منه تعطي الدارس منهجا لطرائق الخطاب في الدعوة إلى الله بما يلائم نفسية المخاطب ، ويمتلك عليه لبه ومشاعره ، ويعالج فيه دخيلته بالحكمة البالغة ، ولكل مرحلة من مراحل الدعوة موضوعاتها وأساليب الخطاب فيها ، كما يختلف الخطاب باختلاف أنماط الناس ومعتقداتهم وأحوال بيئاتهم ، ويبدو هذا [ ص: 56 ] واضحا جليا بأساليب القرآن المختلفة في مخاطبة المؤمنين والمشركين والمنافقين وأهل الكتاب .

جـ- الوقوف على السيرة النبوية من خلال الآيات القرآنية . .

فإن تتابع الوحي على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ساير تاريخ الدعوة بأحداثها في العهد المكي والعهد المدني منذ بدأ الوحي حتى آخر آية نزلت ، والقرآن الكريم هو المرجع الأصيل لهذه السيرة الذي لا يدع مجالا للشك فيما روي عن أهل السير موافقا له ، ويقطع دابر الخلاف عند اختلاف الروايات .

التالي السابق


الخدمات العلمية