الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون ذلكم الله ربكم خالق كل شيء لا إله إلا هو فأنى تؤفكون كذلك يؤفك الذين كانوا بآيات الله يجحدون الله الذي جعل لكم الأرض قرارا والسماء بناء وصوركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطيبات ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين هو الحي لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله لما جاءني البينات من ربي وأمرت أن أسلم لرب العالمين هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخا ومنكم من يتوفى من قبل ولتبلغوا أجلا مسمى ولعلكم تعقلون هو الذي يحيي ويميت فإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون

                                                                                                                                                                                                                                        قوله عز وجل: الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه فيه ثلاثة أوجه:

                                                                                                                                                                                                                                        أحدها: لتستريحوا فيه من عمل النهار.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: لتكفوا فيه عن طلب الأرزاق.

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث: لتحاسبوا فيه أنفسكم على ما عملتم بالنهار. [ ص: 164 ] والنهار مبصرا فيه وجهان:

                                                                                                                                                                                                                                        أحدهما: مبصرا لقدرة الله في خلقه.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: مبصرا لمطالب الأرزاق.

                                                                                                                                                                                                                                        قوله عز وجل: كذلك يؤفك الذين كانوا بآيات الله يجحدون فيه ثلاثة تأويلات:

                                                                                                                                                                                                                                        أحدها: كذلك يصرف ، قاله يحيى .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: كذلك يكذب بالتوحيد ، قاله مقاتل.

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث: كذلك يعدل عن الحق ، قاله ابن زيد.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية