الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              2203 باب دخول ( مكة ، والمدينة )

                                                                                                                              من طريق. والخروج من طريق

                                                                                                                              وقال النووي : ( باب استحباب دخول " مكة ": من الثنية العليا . والخروج منها: من الثنية السفلى . ودخول "بلدة": من طريق، غير التي خرج منها).

                                                                                                                              : حديث الباب

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 3 ج 9 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن ابن عمر؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يخرج من طريق الشجرة، ويدخل من طريق المعرس. وإذا دخل مكة: دخل من الثنية العليا، ويخرج من الثنية السفلى ].

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن ابن عمر ) رضي الله عنهما: ( أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم -، كان يخرج من طريق الشجرة، ويدخل من طريق المعرس ) بضم الميم، وفتح العين المهملة، والراء المشددة: (موضع) معروف بقرب المدينة ، على ستة أميال منها.

                                                                                                                              ( وإذا دخل " مكة "، دخل من الثنية العليا ) ، التي بالبطحاء . [ ص: 371 ] وهي بالمد. ويقال لها: البطحاء ، والأبطح . وهي بجنب المحصب . وهذه الثنية ينحدر منها، إلى مقابر مكة .

                                                                                                                              قال (في نيل الأوطار): "الثنية": كل عقبة في طريق، أو جبل، فإنها تسمى: "ثنية".

                                                                                                                              وهذه الثنية العليا ، هي التي يقال لها: (الحجون) . بفتح المهملة وضم الجيم. وكانت صعبة المرتقى، فسهلها معاوية ، ثم عبد الملك ، ثم المهدي ، على ما ذكره الأزرقي . ثم سهلها كلها: سلطان مصر (الملك المؤيد ).

                                                                                                                              (ويخرج من الثنية السفلى ) . هي: عند باب الشبيكة ، بقرب شعب الشاميين ، من ناحية قعيقعان . وعليها (باب) بني في القرن السابع.

                                                                                                                              قال النووي : قيل: إنما فعل النبي -صلى الله عليه وسلم - هذه المخالفة، في طريقه: داخلا وخارجا، تفاؤلا بتغير الحال إلى أكمل منه. كما فعل في العيد. وليشهد له الطريقان. وليتبرك به أهلهما.

                                                                                                                              قال (في شرح المنتقى): وقيل: الحكمة في ذلك: المناسبة (بجهة العلو) عند الدخول، لما فيه من تعظيم المكان. وعكسه: الإشارة إلى فراقه.

                                                                                                                              وقيل: لأن إبراهيم ، لما دخل مكة : دخل منها.

                                                                                                                              [ ص: 372 ] وقيل: لأنه -صلى الله عليه وسلم -، خرج منها مختفيا في الهجرة، فأراد أن يدخلها: ظاهرا غالبا ظافرا عاليا.

                                                                                                                              وقيل: لأن من جاء من تلك الجهة، كان مستقبلا للبيت .

                                                                                                                              ويحتمل: أن يكون ذلك، لكونه: دخل منها يوم الفتح، فاستمر على ذلك. انتهى.

                                                                                                                              قال النووي : مذهبنا: أنه يستحب دخول ( مكة ): من الثنية العليا ، والخروج منها: من السفلى. لهذا الحديث.

                                                                                                                              ولا فرق، بين أن تكون هذه الثنية على طريقه. كالمدني والشامي. أو لا تكون، كاليمني. فيستحب لليمني وغيره: أن يستدير ويدخل ( مكة ) من الثنية العليا .

                                                                                                                              وقال بعض أصحابنا: إنما فعلها، لأنها كانت على طريقه. ولا يستحب لمن ليست على طريقه، كاليمني. وهذا ضعيف.

                                                                                                                              والصواب: الأول.

                                                                                                                              وهكذا يستحب له: أن يخرج من (بلده) ، من طريق. ويرجع من أخرى. لهذا الحديث.




                                                                                                                              الخدمات العلمية