الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              [ ص: 12 ] الآية الخامسة قوله تعالى : { لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم } فيها مسألتان :

                                                                                                                                                                                                              المسألة الأولى : في تفسيرها قولان :

                                                                                                                                                                                                              أحدهما : أنها بشرى الله لعباده بما أخبرهم به من وعده الكريم ، في قوله : { وبشر المؤمنين } ، { وبشر الذين آمنوا } وقوله : { يبشرهم ربهم برحمة منه } ونظائره .

                                                                                                                                                                                                              الثاني : ما روى ابن القاسم وغيره عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه في هذه الآية . قال : " هي الرؤيا الصالحة ، يراها الرجل الصالح أو ترى له " .

                                                                                                                                                                                                              قال رجل من أهل مصر : سألت أبا الدرداء عن قوله سبحانه : { لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة } فقال : ما سألني عنها أحد منذ سألت رسول الله عنها ; { سألت رسول الله عنها ; فقال : ما سألني أحد عنها غيرك منذ أنزلت ; فهي الرؤيا الصالحة يراها الرجل المسلم أو ترى له } .

                                                                                                                                                                                                              وروي عن أبي هريرة وابن عمر وطلحة ، ولم يصح منها طريق ولكنها حسان .

                                                                                                                                                                                                              المسألة الثانية :

                                                                                                                                                                                                              والذي ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الباب : { الرؤيا الصالحة يراها الرجل الصالح أو ترى له جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة } . والحديث صحيح ، ومعناه بديع ، قد تكلمنا عليه في موضعه من شرح الحديث الصحيح ، وسيأتي جملة من ذلك في تفسير سورة يوسف إن شاء الله .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية