الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              2405 [ ص: 373 ] باب في النزول بمكة للحاج

                                                                                                                              وقال النووي : ( باب نزول الحاج بمكة ، وتوريث دورها).

                                                                                                                              حديث الباب

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 120 ج9 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن أسامة بن زيد بن حارثة؛ أنه قال: يا رسول الله! أتنزل في دارك بمكة؟

                                                                                                                              فقال: "وهل ترك لنا عقيل من رباع، أو دور؟".


                                                                                                                              وكان عقيل ورث أبا طالب، هو وطالب. ولم يرثه جعفر، ولا علي شيئا. لأنهما كانا مسلمين. وكان عقيل وطالب، كافرين].

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن أسامة بن زيد بن حارثة ) رضي الله عنهما؛ (أنه قال: يا رسول الله! أتنزل في دارك بمكة؟ ) .

                                                                                                                              قال عياض : لعله أضاف (الدار) إليه، صلى الله عليه وآله وسلم: لسكناه إياها. مع أن أصلها، كان لأبي طالب . لأنه: الذي كفله. ولأنه: أكبر ولد عبد المطلب . فاحتوى على أملاك ( عبد المطلب ) ، وحازها وحده لسنه. على عادة الجاهلية.

                                                                                                                              قال ويحتمل: أن يكون ( عقيل ) باع جميعها، وأخرجها عن أملاكهم، كما فعل أبو سفيان وغيره: بدور من هاجر من المؤمنين.

                                                                                                                              [ ص: 374 ] قال: الداودي : فباع: ( عقيل ): جميع ما كان للنبي -صلى الله عليه وسلم -، ولمن هاجر: من بني عبد المطلب .

                                                                                                                              (فقال: "وهل ترك لنا عقيل من رباع ، أو دور؟".)

                                                                                                                              فيه: دليل، على أن ( مكة ) فتحت صلحا، وأن دورها مملوكة لأهلها . لها حكم سائر البلدان في ذلك. فتورث عنهم. ويجوز لهم: بيعها، ورهنها، وإجارتها، وهبتها، والوصية بها، وسائر التصرفات. وهذا مذهب الشافعي وموافقيه.

                                                                                                                              وقال مالك ، وأبو حنيفة ، والأوزاعي ، وآخرون: فتحت عنوة. ولا يجوز شيء من هذه التصرفات.

                                                                                                                              قاله النووي : قلت: وانظر هذه المسألة، في تفسيرنا: (فتح البيان) تشفيك (إن شاء الله تعالى) عن الخبر: بالعيان.

                                                                                                                              (وكان عقيل ورث أبا طالب ، هو وطالب . ولم يرثه جعفر ، ولا علي ، شيئا. لأنهما كانا مسلمين. وكان عقيل وطالب ، كافرين) .

                                                                                                                              فيه: أن (المسلم) لا يرث الكافر . وهذا مذهب العلماء كافة، إلا ما روي عن إسحاق بن راهويه ، وبعض السلف: أن المسلم يرث الكافر.

                                                                                                                              وأجمعوا: أن الكافر لا يرث المسلم . والله أعلم.




                                                                                                                              الخدمات العلمية