nindex.php?page=treesubj&link=28981_28760_30347_30539_32879_34307nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=45ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار يتعارفون بينهم قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله وما كانوا مهتدين nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=45ويوم يحشرهم منصوب بمضمر، وقرئ بالنون على الالتفات، أي: اذكر لهم أو أنذرهم يوم يحشرهم
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=45كأن لم يلبثوا أي: كأنهم لم يلبثوا
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=45إلا ساعة من النهار أي: شيئا قليلا منه، فإنها مثل في غاية القلة، وتخصيصها بالنهار؛ لأن ساعاته أعرف حالا من ساعات الليل، والجملة في موقع الحال من ضمير المفعول، أي: يحشرهم مشبهين في أحوالهم الظاهرة للناس بمن لم يلبث في الدنيا ولم يتقلب في نعيمها إلا ذلك القدر اليسير، فإن من أقام بها دهرا وتمتع بمتاعها لا يخلو عن بعض آثار نعمة وأحكام بهجة منافية لما بهم من رثاثة الهيئة، وسوء الحال، أو بمن لم يلبث في البرزخ إلا ذلك المقدار، ففائدة التقييد بيان كمال يسر الحشر بالنسبة إلى قدرته تعالى، ولو بعد دهر طويل، وإظهار بطلان استبعادهم وإنكارهم بقولهم:
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=82 (أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمبعوثون) ونحو ذلك، أو بيان تمام الموافقة بين النشأتين في الأشكال والصور، فإن قلة اللبث في البرزخ من موجبات عدم التبدل والتغير، فيكون قوله عز وعلا:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=45يتعارفون بينهم بيانا وتقريرا له؛ لأن التعارف مع طول العهد ينقلب تناكرا، وعلى الأول يكون استئنافا، أي: يعرف بعضهم بعضا، كأنهم لم يتفارقوا إلا قليلا، وذلك أول ما خرجوا من القبور إذ هم حينئذ على ما كانوا عليه من الهيئة المتعارفة فيما بينهم، ثم ينقطع التعارف بشدة الأهوال المذهلة واعتراء الأحوال المعضلة المغيرة للصور والأشكال المبدلة لها من حال إلى حال.
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=45قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله شهادة من الله سبحانه وتعالى على خسرانهم وتعجب منه، وقيل: حال من ضمير (يتعارفون) على إرادة القول، والتعبير عنهم بالموصول - مع كون المقام مقام إضمار - لذمهم بما في حيز الصلة، والإشعار بعليته لما أصابهم.
والمراد
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=45 "بلقاء الله" إن كان مطلق الحساب والجزاء، أو حسن اللقاء، فالمراد بالخسران الوضيعة، والمعنى: وضعوا في تجاراتهم ومعاملاتهم واشترائهم الكفر بالإيمان والضلالة بالهدى، ومعنى قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=45وما كانوا مهتدين ما كانوا عارفين بأحوال التجارة مهتدين لطرقها، وإن كان سوء اللقاء فالخسار الهلاك والضلال، أي: قد ضلوا وهلكوا بتكذيبهم، وما كانوا مهتدين إلى طريق النجاة.
nindex.php?page=treesubj&link=28981_28760_30347_30539_32879_34307nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=45وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=45وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ مَنْصُوبٌ بِمُضْمَرٍ، وَقُرِئَ بِالنُّونِ عَلَى الِالْتِفَاتِ، أَيِ: اذْكُرْ لَهُمْ أَوْ أَنْذِرْهُمْ يَوْمَ يَحْشُرُهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=45كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا أَيْ: كَأَنَّهُمْ لَمْ يَلْبَثُوا
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=45إِلا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ أَيْ: شَيْئًا قَلِيلًا مِنْهُ، فَإِنَّهَا مَثَلٌ فِي غَايَةِ الْقِلَّةِ، وَتَخْصِيصُهَا بِالنَّهَارِ؛ لِأَنَّ سَاعَاتِهِ أَعْرَفُ حَالًا مِنْ سَاعَاتِ اللَّيْلِ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَوْقِعِ الْحَالِ مِنْ ضَمِيرِ الْمَفْعُولِ، أَيْ: يَحْشُرُهُمْ مُشَبَّهِينَ فِي أَحْوَالِهِمُ الظَّاهِرَةِ لِلنَّاسِ بِمَنْ لَمْ يَلْبَثْ فِي الدُّنْيَا وَلَمْ يَتَقَلَّبْ فِي نَعِيمِهَا إِلَّا ذَلِكَ الْقَدْرَ الْيَسِيرَ، فَإِنَّ مَنْ أَقَامَ بِهَا دَهَرًا وَتَمَتَّعَ بِمَتَاعِهَا لَا يَخْلُو عَنْ بَعْضِ آثَارِ نِعْمَةٍ وَأَحْكَامِ بَهْجَةٍ مُنَافِيَةٍ لِمَا بِهِمْ مِنْ رَثَاثَةِ الْهَيْئَةِ، وَسُوءِ الْحَالِ، أَوْ بِمَنْ لَمْ يَلْبَثْ فِي الْبَرْزَخِ إِلَّا ذَلِكَ الْمِقْدَارَ، فَفَائِدَةُ التَّقْيِيدِ بَيَانُ كَمَالِ يُسْرِ الْحَشْرِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى قدرته تعالى، وَلَوْ بَعْدَ دَهْرٍ طَوِيلٍ، وَإِظْهَارُ بُطْلَانِ اسْتِبْعَادِهِمْ وَإِنْكَارِهِمْ بِقَوْلِهِمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=82 (أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ) وَنَحْوِ ذَلِكَ، أَوْ بَيَانُ تَمَامِ الْمُوَافَقَةِ بَيْنَ النَّشْأَتَيْنِ فِي الْأَشْكَالِ وَالصُّوَرِ، فَإِنَّ قِلَّةَ اللُّبْثِ فِي الْبَرْزَخِ مِنْ مُوجِبَاتِ عَدَمِ التَّبَدُّلِ وَالتَّغَيُّرِ، فَيَكُونُ قَوْلُهُ عَزَّ وَعَلَا:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=45يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ بَيَانًا وَتَقْرِيرًا لَهُ؛ لِأَنَّ التَّعَارُفَ مَعَ طُولِ الْعَهْدِ يَنْقَلِبُ تَنَاكُرًا، وَعَلَى الْأَوَّلِ يَكُونُ اسْتِئْنَافًا، أَيْ: يَعْرِفُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، كَأَنَّهُمْ لَمْ يَتَفَارَقُوا إِلَّا قَلِيلًا، وَذَلِكَ أَوَّلَ مَا خَرَجُوا مِنَ الْقُبُورِ إِذْ هُمْ حِينَئِذٍ عَلَى مَا كَانُوا عَلَيْهِ مِنَ الْهَيْئَةِ الْمُتَعَارَفَةِ فِيمَا بَيْنَهُمْ، ثُمَّ يَنْقَطِعُ التَّعَارُفُ بِشِدَّةِ الْأَهْوَالِ الْمُذْهِلَةِ وَاعْتِرَاءِ الْأَحْوَالِ الْمُعْضِلَةِ الْمُغَيِّرَةِ لِلصُّوَرِ وَالْأَشْكَالِ الْمُبَدِّلَةِ لَهَا مَنْ حَالٍ إِلَى حَالٍ.
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=45قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ شَهَادَةٌ مِنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَلَى خُسْرَانِهِمْ وَتَعَجُّبٌ مِنْهُ، وَقِيلَ: حَالٌ مِنْ ضَمِيرِ (يَتَعَارَفُونَ) عَلَى إِرَادَةِ الْقَوْلِ، وَالتَّعْبِيرُ عَنْهُمْ بِالْمَوْصُولِ - مَعَ كَوْنِ الْمَقَامِ مَقَامَ إِضْمَارٍ - لِذَمِّهِمْ بِمَا فِي حَيِّزِ الصِّلَةِ، وَالْإِشْعَارِ بِعِلِّيَّتِهِ لِمَا أَصَابَهُمْ.
وَالْمُرَادُ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=45 "بِلِقَاءِ اللَّهِ" إِنْ كَانَ مُطْلَقَ الْحِسَابِ وَالْجَزَاءِ، أَوْ حُسْنَ اللِّقَاءِ، فَالْمُرَادُ بِالْخُسْرَانِ الْوَضِيعَةُ، وَالْمَعْنَى: وَضَعُوا فِي تِجَارَاتِهِمْ وَمُعَامَلَاتِهِمْ وَاشْتِرَائِهِمُ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ وَالضَّلَالَةَ بِالْهُدَى، وَمَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=45وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ مَا كَانُوا عَارِفِينَ بِأَحْوَالِ التِّجَارَةِ مُهْتَدِينَ لِطُرُقِهَا، وَإِنْ كَانَ سُوءَ اللِّقَاءِ فَالْخَسَارُ الْهَلَاكُ وَالضَّلَالُ، أَيْ: قَدْ ضَلُّوا وَهَلَكُوا بِتَكْذِيبِهِمْ، وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ إِلَى طَرِيقِ النَّجَاةِ.