الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 362 ] ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها وبئس القرار

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : " ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفرا " في المشار إليهم سبعة أقوال :

                                                                                                                                                                                                                                      أحدها : أنهم الأفجران من قريش : بنو أمية ، وبنو المغيرة ، روي عن عمر بن الخطاب ، وعلي بن أبي طالب .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني : أنهم منافقو قريش ، رواه أبو الطفيل عن علي .

                                                                                                                                                                                                                                      والثالث : بنو أمية ، وبنو المغيرة ، ورؤساء أهل بدر الذين ساقوا أهل بدر إلى بدر ، رواه أبو صالح عن ابن عباس .

                                                                                                                                                                                                                                      والرابع : أهل مكة ، رواه عطاء عن ابن عباس ، وبه قال الضحاك .

                                                                                                                                                                                                                                      والخامس : المشركون من أهل بدر ، قاله مجاهد ، وابن زيد .

                                                                                                                                                                                                                                      والسادس : أنهم الذين قتلوا ببدر من كفار قريش ، قاله سعيد بن جبير ، وأبو مالك .

                                                                                                                                                                                                                                      والسابع : أنها عامة في جميع المشركين ، قاله الحسن . قال المفسرون : وتبديلهم نعمة الله كفرا ، أن الله أنعم عليهم برسوله ، وأسكنهم حرمه ، فكفروا بالله وبرسوله ، ودعوا قومهم إلى الكفر به ، فذلك قوله : " وأحلوا قومهم دار البوار " أي : الهلاك . ثم فسر الدار بقوله : " جهنم يصلونها " أي : يقاسون حرها " وبئس القرار " أي : بئس المقر هي .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية